أوصت كل من سلطنة عمان والسعودية، الجمعة 31 مارس/آذار 2023 مواطنيهما بعدم السفر إلى جمهوريتي تنزانيا وغينيا الاستوائية في إفريقيا؛ بسبب انتشار فيروس ماربورغ (MVD) الفتاك، وذلك بعد أن أكدت غينيا الاستوائية تسجيل 13 إصابة بالفيروس.
وأوصت هيئة الصحة العامة السعودية "وقاية" حسبما نشرته وكالة الأنباء السعودية، مواطني المملكة بتجنب السفر إلى دولتين في إفريقيا بسبب انتشار الفيروس، كما أوضح مصدر مسؤول في "وقاية"، أنه و"إشارة إلى ما تم إعلانه من السلطات الصحية في جمهورية غينيا الاستوائية وجمهورية تنزانيا المتحدة من رصد تفش لمرض فيروس ماربورغ فإن (وقاية) توصي بتجنب السفر إلى جمهورية غينيا الاستوائية وجمهورية تنزانيا المتحدة".
وأكد المصدر أن تلك التوصية هي إلى "حين السيطرة على المرض" كما نصح المصدر السعوديين الموجودين في البلدين بـ"اتباع الإجراءات الوقائية الصادرة من وزارة الصحة وهيئة الصحة العامة واتباع تعليمات السلطات الصحية المحلية".
سلطنة عمان تتخذ إجراءات صحية
من جانبها، طالبت وزارة الصحة العمانية، المواطنين بتأجيل سفرهم إلى البلدين إلا للضرورة القصوى مع اتخاذ التدابير اللازمة عند السفر، ومن ضمنها عدم الاتصال المباشر بالمرضى ومن تظهر عليهم علامات الإصابة، ومنها الحمى وآلام العضلات والطفح الجلدي، حسب ما نشرته وسائل إعلام عمانية.
كما دعت الوزارة إلى تجنب زيارة المناطق الموبوءة، وتجنب ملامسة الدم وسوائل الجسم الأخرى بشكل عام للأشخاص الآخرين، وعدم ملامسة خفافيش الفاكهة، وتجنب زيارة الكهوف والمناجم التي تعيش فيها، مع عدم الاتصال بالحيوانات مثل الشمبانزي والغوريلا.
وأشارت إلى أنه يجب على المسافرين القادمين من الدول الموبوءة عزل أنفسهم عن الآخرين، والتوجه إلى أقرب مؤسسة للرعاية الطبية، ومن ضمنها أقسام الطوارئ في المستشفيات، إذا أصيبوا بعدد من الأعراض.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن المرض يعد شديد العدوى، وتصل فيه نسبة الوفيات من 60% إلى 80%، وأن هناك جهوداً لاحتواء المرض في نطاقه الجغرافي.
فيروس فتاك ينتشر في إفريقيا
يأتي هذا بعد أن أعلن مسؤولون بوزارة الصحة في غينيا الاستوائية تأكيد إصابة 13 شخصاً بفيروس ماربورغ منذ بداية انتشاره في البلاد، وذلك بعدما حثّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حكومة الدولة الواقعة بوسط إفريقيا على الإبلاغ عن الإصابات الجديدة بالفيروس رسمياً.
وقالت وزارة الصحة في غينيا الاستوائية على تويتر إن 9 أشخاص توفوا بسبب الفيروس، بينما تعافى مريض واحد منذ بداية التفشي، مضيفة أنه جرى تتبع 825 مخالطاً لتلك الحالات.
وأكدت غينيا الاستوائية وقوع أول تفشٍّ للمرض لديها على الإطلاق في فبراير/شباط، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي أعلنت الأسبوع الماضي عن 9 إصابات مؤكدة معملياً، وذكرت أن إجمالي عدد الوفيات وصل إلى 20، وأن الإصابات المحتملة 20 أيضاً.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم جيبرييسوس إن المنظمة "على دراية بوجود إصابات إضافية، وطالبنا الحكومة بأن تبلغ المنظمة رسمياً بتلك الحالات". وأوضحت المنظمة أن هناك انتشاراً لفيروس ماربورغ في تنزانيا أيضاً، حيث أُعلن عن 8 حالات، بينها 5 وفيات، في منطقة كاجيرا بشمال غربي البلاد.
فيما قالت المنظمة إنها تعمل مع السلطات وشركات تصنيع اللقاحات لتنظيم تجارب في الدول المتضررة.
ما هو فيروس ماربورغ؟
ولا يعتبر فيروس ماربورغ فيروساً حديثاً، فقد اكتُشف للمرة الأولى عام 1967 بعد تفشيه في صربيا وألمانيا، (وخاصة في مدينة ماربورغ، ومن هنا اكتسب الفيروس اسمه). لكن تفشيه مجدداً في غانا الإفريقية أثار قلق منظمات مثل منظمة الصحة العالمية، خاصة بعد أن سجلت بضع حالات وفاة بسبب المرض.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن المرض الذي يسببه فيروس ماربورغ هو حمى نزفية فيروسية يصل معدل الوفيات بسببها إلى 88% ومن أعراض المرض الحمى والإعياء والقيء الذي يحوي آثار دم والإسهال، وليست هناك لقاحات أو مضادات فيروسية معتمدة لعلاجه.
كما ينتقل فيروس ماربورغ إلى البشر من خفافيش الفاكهة، وينتمي لنفس مجموعة الفيروسات المسببة لمرض فيروس الإيبولا المميت.
وينتقل فيروس ماربورغ من إنسان إلى آخر، عن طريق الاتصال المباشر (من خلال الجلد أو الأغشية المخاطية)، كذلك ينتقل عبر ملامسة سوائل جسم أحد المصابين، بما في ذلك الدم والسائل المنوي وغيرها.
ينتقل الفيروس أيضاً عن طريق ملامسة الأسطح التي لامسها أحد المرضى مثل الفراش أو الملابس أو غيرها؛ نتيجة لذلك كثيراً ما يصاب مقدمو الرعاية الصحية بهذا الفيروس نتيجة اتصالهم بالمرضى.
مراسم الدفن التي تنطوي على اتصال مباشر مع جثة المتوفى المصاب يمكن أن تُسهم أيضاً في نقل ماربورغ.
ومن الجدير بالذكر أن هناك حيوانات أخرى غير الخفافيش قد تكون مضيفة لفيروس ماربورغ، وتُسهم بانتقاله للبشر، مثل القرود الإفريقية الخضراء، التي استوردها الألمان من أوغندا، وكانت الدراسات المخبرية عليها سبباً في تفشي المرض في ألمانيا للمرة الأولى عام 1967. كذلك تعتبر الخنازير مضيفاً محتملاً للفيروس.