ترأّس بعض المُشرّعين الأمريكيين التقدميين، يقودهم جمال بوومان وبيرني ساندرز، ما يصفها نشطاء بأنها حملة غير مسبوقة لمطالبة إدارة بايدن بالتحقيق فيما إذا كانت إسرائيل تستخدم الأسلحة الأمريكية في انتهاك حقوق الإنسان للفلسطينيين، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني الأربعاء 29 مارس/آذار 2023.
في خطاب مُوجَّه لوزير الخارجية أنتوني بلينكن والرئيس جو بايدن، حث المُشرّعان الإدارة الأمريكية على ضمان أنَّ أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لا تُستخدَم في دعم المشروعات في المستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة.
خطوة تاريخية في الكونغرس ضد إسرائيل
فيما دعا خطاب نواب الكونغرس أيضاً إدارة بايدن لتحديد ما إذا كانت أسلحة الولايات المتحدة تُستخدَم لانتهاك العديد من قوانينها؛ وهي: قانون مراقبة تصدير الأسلحة، والفقرتان 502B و620M من قانون المساعدات الأجنبية، المسماة بقانون ليهي؛ الذي يمنع توجيه المساعدات الأمريكية للوحدات العسكرية الأجنبية المُشتبَه في ارتكابها انتهاكات حقوقية.
وإذا خلُصَت إدارة بايدن إلى أنَّ إسرائيل تنتهك الفقرة 502B من قانون المساعدات الأجنبية -أي وُجِد أنَّ إسرائيل منخرطة في "نمط ثابت من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان المُعترَف بها دولياً"- فستُوقِف جميع المساعدات الأمنية للدولة.
وتُعَد الجهود التي يبذلها المُشرَّعان أقوى التحركات الصادرة من الكونغرس ضد إسرائيل طوال تاريخه وحتى الآن.
وجاء في الخطاب، الذي كان لمجلة Jewish Currents السبق في نشره: "عند نقطة الانعطاف هذه، نطلب من إدارتكم تبني تحول في السياسة الأمريكية إقراراً بالعنف المتفاقم سوءاً، وضم المزيد من الأراضي وإنكار حقوق الفلسطينيين".
ووفقاً لمجلة Jewish Currents، كتب بومان الرسالة، بينما تزعّم ساندرز جهود حشد الدعم من أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين ووقّع الخطاب بالفعل 8 تقدميين آخرين، منهم: ألكساندريا أوكاسيا كورتيز، وسومر لي، ورشيدة طُليب، وكوري بوش، وإلهان عمر، وبيتي ماكولم، وأندريه كارسون، وآيانا بريسلي.
ترحيب فلسطيني
من جانبهم، رحّب نشطاء فلسطينيون بالخطاب، وقالوا إنه يمهد الطريق لتدقيق جاد في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، التي حافظت فيها واشنطن طوال عقود على دعم غير ناقد للدولة.
وفي تصريح لموقع Middle East Eye، قال نادر هاشمي، أستاذ مساعد في سياسات الشرق الأوسط والسياسات الإسلامية في جامعة دنفر، "إلى أن تحاسب الولايات المتحدة إسرائيل عن سجّلها من انتهاك حقوق الإنسان، ستواصل سلوكياتها مع الإفلات من العقاب. وتتمتع الولايات المتحدة بنفوذ كبير على إسرائيل، ويجب أن تبدأ في استخدامه. وسيتفق معظم الأمريكيين مع هذا الموقف (لكن للأسف ليس مسؤولينا المُنتخَبين). تحياتي لسيناتور ساندرز على قيادة الطريق في الكونغرس نحو هذا الموضوع".
وقالت نورا عريقات، محامية حقوق إنسان أمريكية من أصل فلسطيني وأستاذة مساعدة في جامعة روتجرز، لموقع Middle East Eye: "أي نداء للتحقيق في استخدام إسرائيل للأسلحة هو ترسيخ لسابقة".
الدعم الأمريكي لإسرائيل
إضافة إلى الدعم المشترك من المُشرّعين الأمريكيين التقدميين، تلقى الخطاب أيضاً الدعم من أكثر من 70 جماعة يهودية تقدمية وأكثر من 20 منظمة مجتمع مدني. وقالت بيث ميللر، مديرة السياسات في منظمة Jewish Voice for Peace Action، في بيان: "يمثل خطاب النائبين بومان وساندرز دعوة مهمة للتحرك".
وأضافت: "قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنين أكثر من 80 فلسطينياً منذ بداية عام 2023 وحده، ولا تعني بيانات إدارة بايدن للتعبير عن القلق أي شيء دون أن تتبعها مساءلة وتحرك".
وتابعت ميللر: "قادة الكونغرس المُوقّعون على الخطاب يُلبّون طلبات عدد يتزايد سريعاً من الأمريكيين، ومنهم اليهود الأمريكيون، الذين يريدون رؤية الحكومة الإسرائيلية تُحاسَب على عقود من اضطهادها للفلسطينيين"