تعتزم الحكومة البريطانية تخصيص بارجة عملاقة وقاعدتين عسكريتين، عوضاً عن الفنادق، لإيواء المهاجرين، وذلك في إطار مخططات لردع المهاجرين عن القدوم إلى المملكة المتحدة، إذ اشترت الحكومة "بارجة سكنية" لها القدرة على استيعاب مئات المهاجرين، إلا أنها لم تقرر بعد المكان الذي سترسو فيه، وإن كان في ميناء وليس في البحر، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وقال مصدر حكومي إن البارجة سيكون لها "تأثير رادع" لمن يعبرون بحر المانش بصورة غير قانونية، وأضاف أن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى، وأقر بوجود مشكلات عملية كبيرة.
بارجة لإيواء المهاجرين في بريطانيا
هذه البارجة من النوع الذي يُستخدم عادةً في مشاريع البناء البحرية، وتضم المرافق الأساسية، إلا أنه ليس واضحاً كيف ستتعامل الحكومة مع أمور مثل سلامة الركاب، لكن مصدراً حكومياً قال: "هذه معركة مستعدون لخوضها"، ويُتوقع أن يؤكد وزير الهجرة روبرت جينريك خطط نقل حوالي 3000 مهاجر من الفنادق إلى قاعدتين تابعتين لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وسيعلن استحواذ وزارة الداخلية على قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني سكامبتون، في لينكولنشاير، وقاعدة ويذرسفيلد السابقة في إسيكس، من وزارة الدفاع، وهددت المجالس المحلية باتخاذ إجراء قانوني ضد هذه المقترحات، وأعرب وزير الخارجية جيمس كليفرلي، عن معارضته لاستخدام قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني ويذرسفيلد بصفته نائباً محلياً.
ويُتوقع أن يعلن جنريك عن آخر مستجدات التقدم المحرز في تعهد ريشي سوناك، الذي أعلنه في ديسمبر/كانون الأول، بوقف استخدام الفنادق لإيواء المهاجرين والانتهاء من طلبات اللجوء المتراكمة نهاية هذا العام.
ويجري إيواء أكثر من 51 ألف طالب لجوء في قرابة 400 فندق، وهذا يكلف دافعي الضرائب حوالي 7 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 8 ملايين دولار) في اليوم، فيما وجدت الهيئة المستقلة لتأثير المساعدات (ICAI)، التي تراقب قيمة ونوعية إنفاق المساعدات الخارجية، أنه تم إنفاق 3.5 مليار جنيه إسترليني (4.3 مليار دولار) على تكاليف إقامة اللاجئين العام الماضي، ووصفت ذلك بـ"قيمة ضعيفة مقابل المال". وتضاعفت التكلفة ثلاث مرات في عام واحد.
ويتوقع أن تعزو الهيئة الرقابية هذه "التكاليف الباهظة" لإيواء المهاجرين في الفنادق، إلى فشل الحكومة في إنهاء طلبات اللجوء المتراكمة؛ إذ ينتظر أكثر من 160 ألف طالب لجوء البت في طلباتهم. و92 ألفاً من هذه الطلبات مرتبطة بشكاوى قُدمت في يونيو/حزيران من العام الماضي، وتعهد سوناك بإنهائها نهاية هذا العام.
كيف تُحوَّل البارجات إلى غرف للعمال
عادة ما تعتمد مشاريع البناء البحرية على البارجات السكنية لإيواء عمال مصافي النفط أو توربينات الرياح البحرية، وفي حين أن بعضها بسيط يوصف البعض الآخر بـ"فنادق عائمة"، وتضم مرافق مثل المطاعم وصالات الرياضة والحانات والمطابخ ومرافق غسيل الملابس. وتضم الكبائن عادةً حمامات داخلية، ويمكن لحوالي أربعة أشخاص استخدامها.
وهذه البارجات يمكنها استيعاب المئات، وتصل القدرة الاستيعابية لبعضها إلى أكثر من 600 شخص. وكلفت بارجة جديدة، بحجم 120 متراً في 31 متراً، وبقدرة استيعابية 300 شخص، أكثر من 20 مليون جنيه إسترليني (حوالي 25 مليون دولار).