تستعد الحكومة البريطانية لإجبار آلاف الأفغان على مغادرة الفنادق التي يقيمون بها، على خلفية قرار الحكومة البريطانية الجديد بشأن طالبي اللجوء، في خطوة قد تجعل بعضهم من دون مأوى، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 27 مارس/آذار 2023.
وأضافت الصحيفة البريطانية، نقلاً عن وزير المحاربين القدامى، جوني ميرسر، أنه سيجري إخطار اللاجئين قبل النقل ببضعة أشهر، على أن تجري عملية نقلهم في غضون أسابيع.
ويشار إلى أن ما يقرب من 9 آلاف أفغاني يعيشون في فنادق في المملكة المتحدة، وذلك بعد فرارهم من أفغانستان، إثر سيطرة طالبان على الحكم، في أغسطس/آب 2021.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإطار الزمني سيختلف حسب الفندق، لكن الحد الأدنى للإشعار سيكون ثلاثة أشهر، نظراً لوجود هدف لدى الحكومة لإخلاء جميع الفنادق بحلول نهاية العام الجاري.
ومن المفترض، حسب الصحيفة، أن يُعرض على اللاجئين عقارات معينة، لكن أولئك الذين لا يقبلون العرض بحلول موعد نهائي محدد سيضطرون إلى إخلاء فندقهم.
فيما تثير هذه الخطوة مخاوفَ بشأن احتمالية تقدُّم الأفغان بشكاوى إلى المجالس المحلية على أنهم بلا مأوى، لكن مصادر حكومية أكدت أنه سيجري تقديم الدعم لجميع الأفراد والعائلات للانتقال إلى منازل دائمة، كما سيكون هناك أيضاً دعم لأولئك الذين يفضلون البحث عن منازل في القطاع الخاص، بحسب ما أفادت به الصحيفة البريطانية.
كما كشف مصدر حكومي للصحيفة أنه "بعد ثمانية عشر شهراً من دعوة هؤلاء الأشخاص إلى بريطانيا، لا يزال كثيرون يجدون حياتهم معلقة وهم يعيشون في غرف الفنادق. وسنعلن عن حزمة دعم جديدة لمساعدتهم على الانتقال إلى منازلهم، حتى يتمكنوا من بناء مستقبل مناسب".
وتسبَّب هذا القرار في أزمة، لأن العديد من العائلات رفضت عروض الإقامة، لأنهم لا يريدون الانتقال إلى مناطق معينة، مثل ريف اسكتلندا أو ويلز، ويبحثون عن مناطق "أفضل"، حسب ما نقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر حكومية.
كابوس لطالبي اللجوء في بريطانيا
يشار إلى أن الفنادق المستضيفة لطالبي اللجوء ببريطانيا تحولت إلى بؤر شحن للكراهية ضد اللاجئين، خاصة في المدن النائية، وصارت هدفاً لجماعات اليمين المتطرف، بسبب سياسات الحكومة وجشع ملاك الفنادق.
مجلة The Times البريطانية عرضت نموذجاً لمشكلة الفنادق المستضيفة لطالبي اللجوء ببريطانيا، عبر فندق يدعى "Chatsworth"، ويعد واحداً من أربعة فنادق متدنية المستوى في مدينة "سكيغنيس" الساحلية الإنجليزية، التي تقع في شرق البلاد.
ورغم كونه ملاذاً غير مثالي لأي شخص، حسب وصف تقرير للصحيفة، يستضيف الآن أكثر من 200 طالب لجوء من دول مختلفة- من بينها سوريا وإيران وإريتريا- وهو ما أثار غضب العديد من السكان المحليين، فضلاً عن كونه تجسيداً لما يشوب نظام الهجرة البريطاني من اختلالات وظيفية.
في انتظار رد السلطات البريطانية على طلبات اللجوء التي قدموها، يجلس هؤلاء الشباب خارج فنادق إقامتهم، يدخنون، ويمرحون ويشربون الشاي، بينما يفتقرون إلى ما يكفي من المفردات للتحدث باللغة الإنجليزية، وفقاً للصحيفة.
وكانت المملكة المتحدة قد تلقت 72.027 طلب لجوء، في سبتمبر/أيلول عام 2022، جميعها تقريباً ممَّن وصلوا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة عبرت القنال الإنجليزي، وهو أكثر من ضعف عدد الطلبات المقدمة في عام 2019. لا يوجد ما يكفي من الوحدات السكنية المدعومة لإيواء كل هؤلاء الأشخاص، لذا قررت الحكومة اللجوء إلى الفنادق الرخيصة، خاصةً في المدن الصغيرة، للتعامل مع وضعٍ وصفته بالطارئ.
لكن الوضع الطارئ تحوَّل سريعاً إلى واقع طويل الأمد، يقضي طالبو اللجوء أسابيع وشهوراً فيما يُفترض أن يكون سكناً مؤقتاً طارئاً. وارتفع عدد المقيمين في هذا النوع من أماكن الإقامة خلال جائحة كوفيد-19 من 2577 في مارس/آذار 2020، إلى 37.142 في سبتمبر/أيلول 2022، وتفيد تقارير بأنَّهم يشغلون ما يزيد عن 200 فندق.
لا يزال موقع وزارة الداخلية البريطانية يدَّعي أنَّ طالبي اللجوء سوف يتلقون عادةً رداً بشأن طلبهم في غضون 6 أشهر، لكن وجد تقرير صادر عن مجلس اللاجئين (Refugee Council)، في عام 2021، أن متوسط صدور قرار مبدئي في طلب اللجوء يستغرق ما بين سنة إلى ثلاث سنوات.