قالت مجموعة من المسؤولين الأمريكيين البارزين السابقين، إن التحركات التي تستهدف إعادة تأهيل بشار الأسد بدون اتخاذ خطوات تضمن استقرار سوريا أو الالتزام بالإصلاحات، يجب أن تواجهها قيادة أمريكية قوية تُخضع رئيس النظام السوري للمساءلة وتعالج سلسلة من إخفاقات السياسة الأمريكية، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير لها الإثنين 27 مارس/آذار 2023.
ففي خطاب غير مسبوق إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، طالب المسؤولون السابقون باتخاذ خطوات لإيقاف انحراف إقليمي نحو التطبيع مع الأسد، وفرض وقف إطلاق نار رسمي يمهد الطريق أمام جهود المساعدة المؤثرة ويساعد في إطلاق عملية سياسية.
خطوات من الإمارات لتطبيع العلاقات مع بشار الأسد
تأتي هذه المناشدة في أعقاب خطوات من جانب الإمارات لتطبيع العلاقات مع الأسد، والتي سوف تتبعها على الأرجح أنظمة عربية أخرى. أشارت السعودية، الجمعة 24 مارس/آذار، إلى أنها قد تحذو حذو الإمارات، بعد زيارة رسمية للأسد لأبوظبي في وقت سابق من هذا الشهر، قوبل فيها بإطلاق 21 طلقة تحية له وموكبٍ من السيارات؛ للإعلان على ما يبدو لظهوره الرسمي في مسرح عربي بعد نبذه لما يقرب من 12 عاماً.
تضم مجموعة الموقعين على الخطاب مدير وكالة الاستخبارات المركزية بالإنابة سابقاً، جون ماكلولين، الذي يعد أبرز مسؤول أمريكي يعمل في سوريا منذ 2011، وجيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا سابقاً، وأنتوني زيني، الجنرال المتقاعد في قوات مشاة البحرية، ومعاذ مصطفى، المدير التنفيذي لمنظمة فريق عمل الطوارئ السورية، إضافة إلى نشطاء المجتمع المدني في طليعة جهود تسليط الضوء على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد.
تحركات إقليمية لدعم بشار الأسد
دقت التحركات الإقليمية لإعادة إشراك الأسد، ناقوس الخطر في أركان إدارة بايدن وفي أوروبا، حيث تُحضَّر خطوات لمحاكمة صغار مسؤولي النظام على جرائم الحرب. ويجمع المحققون المواد التي تضع المسؤولين الأبرز أمام مرمى نيران المُدعين العامين الدوليين.
يقول الخطاب: "لم تُحلّ غالبية القضايا التي أدت إلى الصراع السوري، وأبرزها الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد، والعجز عن تنفيذ الإصلاحات أو رفضها. يسوء كثير من أعراض الصراع، بدءاً من المعاناة الإنسانية، ومروراً بتهريب المخدرات على نطاق صناعي، وتدفقات اللاجئين، والصراع الجيوسياسي، ووصولاً إلى العداوات الطائفية والعرقية".
يضيف: "أولويات السياسة الخارجية لإدارة بايدن المتعلقة بمنافسة القوى العظمى، أو الاستقرار الدولي واستقرار الشرق الأوسط، أو حقوق الإنسان، أو العمل الإنساني، أو التصدي لانعدام الأمن الغذائي، لا تمضي قدماً بما يكفي عبر السياسة الحالية المتعلقة بسوريا".
في حين يتابع الخطاب: "جهود التطبيع التدريجية التي تبذلها الحكومات الإقليمية لا تعالج مصالح الأمن القومي الأمريكي، أوقضايا حقوق الإنسان، وتُجرِّف قدرة المجتمع الدولي على تشكيل عملية سياسية تستهدف الحل المجدي للأزمة".
من جانبه قال تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط: "بالنسبة للدول الإقليمية التي تعيد إشراك نظام الأسد، فإن حسابات المنافع تقودها حقيقة بسيطة: الولايات المتحدة وحلفاؤها لا يظهرون في أي مكان. إن سياسة تعاملهم مع سوريا عاجزة وغير مبالية، وفي وجود ذلك، فإن النظام لن يتغير فحسب، بل إنه سيُمنح نصرٌ بلا منازع".
أضاف: "إذا خلقنا فراغاً، فسوف يستغله شخص ما. وإذا أبدينا عدم اهتمام جدي في الدفع بقوة من أجل العدل والمساءلة، فلماذا يجب على الدول الإقليمية أن تفعل ذلك؟".