خرج مجدداً آلاف الفرنسيين للشارع الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023، للاحتجاج على خُطط الرئيس إيمانويل ماكرون تأخير سن التقاعد عامين لتصبح 64 عاماً، وسط استمرار الإضرابات في فرنسا بعد أسبوع من وقوع أسوأ أعمال عنف في الشوارع منذ سنوات، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت الاحتجاجات اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد حتى الآن، إلا أن الغضب تصاعد منذ أن دفعت حكومة إليزابيث بورن بمشروع القانون عبر البرلمان بسلاح المادة الدستورية 49.3 دون تصويت في منتصف مارس/آذار؛ حيث أشارت استطلاعات للرأي إلى أن الأمور ساءت بعد لقطات أظهرت عنف الشرطة.
بينما قالت النقابات الفرنسية إنها حشدت خلال مظاهرات الخميس الماضي أكثر من 3 ملايين مشارك، فيما قالت وزارة الداخلية إن الرقم كان مليوناً. وقالت السلطات في فرنسا إن احتجاجات الثلاثاء ستشهد مشاركة ما مجموعه 650 ألفاً إلى 900 ألف متظاهر بينهم 70 ألفاً إلى 100 ألف في باريس.
فيما حذّر وزير الداخلية جيرالد دارمانان الإثنين 27 مارس/آذار، من "مخاطر حقيقية للغاية" من أن يندلع المزيد من العنف في العاصمة وخارجها. وسينتشر نحو 13 ألفاً من أفراد الشرطة أثناء المسيرات وسيكون أقل من نصفهم في باريس. وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي إن جماعات تنتمي لأقصى اليسار تريد "إحراق فرنسا" وإن بعضها جاء من الخارج.
فقد تعطلت خدمات القطار والرحلات الجوية وأغلقت بعض المدارس أبوابها مثلما كان الحال في أيام الإضرابات السابقة منذ منتصف يناير/كانون الثاني. وكانت ست من بين سبع مصافٍ للتكرير في فرنسا مغلقة أو تعمل بقدرة أقل، الإثنين، كما أغلقت موانئ الغاز الطبيعي المسال.
بينما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن اشتباكات أولى اندلعت بين متظاهرين معارضين لإصلاح نظام التقاعد والشرطة بعد ظهر الثلاثاء في مدينة نانت؛ حيث أُضرمت النيران في أحد فروع البنك واستهدفت المحكمة الإدارية.
كما أوضحت أنه بعد بداية هادئة للمسيرات، اندلعت أول أعمال عنف بقذائف أطلقها متظاهرون شبان على الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع، ووصلت الإضرابات إلى قطاع السياحة؛ إذ أغلقت رموز باريس السياحية، قصر فرساي وبرج إيفل، أمام السياح.
فيما تقول ياسمين منيب (19 عاماً)، وهي طالبة في مدينة ليل في شمال فرنسا، إنها "تتفق" مع مطالب المضربين عن العمل بسحب الإصلاح، لكنها ترى أنه يجب على العاملين في قطاع النقل "السماح للقطارات الصباحية بالعمل من أجل مصلحة تلاميذ المدارس الثانوية".
كما أوضحت أن ذلك "يكلّفها دراستها"، فهي استيقظت في الرابعة صباحاً لحضور حصّة عند الساعة الثامنة ستفوّتها على كل الأحوال بسبب عرقلة حركة النقل.
فيما يستمر قطع الطرق والإضرابات والتظاهرات منذ عدة أيام؛ ما تسبب باضطرابات في إمدادات الوقود في بعض المناطق الفرنسية وعلى بعض الطرق ومستودعات الخدمات اللوجستية.
حيث قُطعت طرقات، صباح الثلاثاء، حول رين ونانت (غرب) حيث كانت حركة المرور صعبة جداً، وشهدت حركة القطارات اضطرابات كبيرة صباح الثلاثاء. وطلبت المديرية العامة للطيران المدني من شركات الطيران مجدداً إلغاء بعض رحلاتها بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية.