سلط موقع Intelligence Online الاستخباراتي الفرنسي الضوء على رئيس مجموعة الشعفار، الإماراتي أحمد الشعفار، الذي يعتبر بمثابة مهندس الصفقات الدفاعية، ومن أهم موردي الأسلحة الإسرائيلية إلى الإمارات، وفق ما جاء في تقرير للموقع نُشر الثلاثاء، 28 مارس/آذار 2023.
أشار الموقع الاستخباراتي إلى أن أحمد الشعفار لم يظهر في معرض الأسلحة آيدكس في أبوظبي، يوم 21 فبراير/شباط الماضي، لكنه كان واحداً من ثلاث شخصيات مهمة اختيرت للانضمام إلى رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، والأخ غير الشقيق للرئيس حامد بن زايد آل نهيان، رئيس الصندوق السيادي "هيئة أبوظبي للاستثمار".
فقد أجرى الثلاثة محادثة بعيدة عن الأنظار مع رئيس شركة تصنيع الطائرات الإسرائيلية (Israel Aerospace Industries IAI)، بواز ليفي، وذلك لأن شركة الشعفار، الكائنة في دبي، من ضمن مورّدي منتجات الأسلحة الإسرائيلية للقوات المسلحة الإماراتية.
أحمد الشعفار الشريك المناسب
حسب الموقع الفرنسي، أبرم الشعفار أول عقوده الصغيرة من الباطن مع شركة الأسلحة الإسرائيلية Elbit Systems، على خلفية شراكة تشكلت مع شركة SGD Engineering الإسرائيلية، في أعقاب اتفاقات أبراهام، في أغسطس/آب عام 2020.
كما أنه في يناير/كانون الثاني عام 2022، كشفت شركة Elbit Systems، التي افتتحت فرعها الإماراتي Elbit Systems Emirates، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، أنها فازت بعقد قيمته 53 مليون دولار مع القوات المسلحة الإماراتية، لتزويد طائراتها Airbus A330 MRTT بمنظومات مضادة للأشعة تحت الحمراء (DIRCM)، وتكنولوجيا الحرب الإلكترونية المحمولة جواً.
فضلاً عن ذلك، فشريك شركة أحمد الشعفار الإسرائيلي في دبي، SGD Airborne Systems Integration، شركة متعاقدة من الباطن تصنع وتدمج أجهزة استشعار المعلومات الأمنية والمراقبة والاستطلاع في المهام الجوية.
تأسَّست شركة SGD Engineering عام 1980، على يد دوف كوهين، ثم انضم إليه جاكوب بارون، وكلاهما متقاعد من سلاح الجو الإسرائيلي، ومتخرج من معهد إسرائيل للتكنولوجيا "التخنيون".
بينما أبرمت SGD Engineering عقوداً من الباطن مع شركة Elettronica Group الإيطالية، وشركة Goodrich الأمريكية (التي تحولت إلى UTC Aerospace Systems)، والشركات الإسرائيلية Rafael Advanced Defense Systems وIAI وIsrael Military Industries.
فيما أكسبها عملها كشركة متعاقدة من الباطن مع شركة لوكهيد مارتن معركة قضائية في ولاية أريزونا عام 2013، رُفعت على خلفية تأخر تسليم كبسولات الاستطلاع لطائرات إف-15 المقاتلة الخاصة بقوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية.
تعويض من أبوظبي لدبي
مجموعة الشعفار هي واحدة من الشركات القليلة جداً في دبي، التي أُشركت في تجارة الأسلحة بين الإمارات وإسرائيل، التي تهيمن عليها أبوظبي، منافسة دبي في العديد من القضايا الاستراتيجية، وفق ما ذكره الموقع الاستخباراتي الفرنسي.
فيما أشار إلى أن صفقات مجموعة الشعفار مع الشركات الإسرائيلية في حقيقتها تعويض يسير، منحته أبوظبي لأمير دبي محمد بن راشد آل مكتوم.
حيث يقف طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق محمد بن زايد، والرئيس القوي لمجموعة إيدج العسكرية الإماراتية، التي تمتلك معظم شراكات الأسلحة الإماراتية مع شركات الأسلحة الإسرائيلية، وراء هذه الخطوة مباشرة.
كما اعتمد الشعفار على علاقاته العائلية مع عائلة آل مكتوم الحاكمة في دبي، لبناء إمبراطورية تجارية متنوعة، تمتد من العقارات إلى صناعة الحديد والبيع بالتجزئة. وشاركت المجموعة في تعمير دبي منذ إنشائها في الستينيات.
في الألفينيات، أصبح أحمد الشعفار رئيساً لمجلس إدارة شركة دبي للمرطبات، الموزع الوحيد في دولة الإمارات لشركة PepsiCo، التي يُسهم فيها محمد بن راشد آل مكتوم. ولطالما كانت عشيرة الشعفار داعمة لأمراء دبي. وانضم أجداد أحمد الشعفار إلى آل مكتوم في عدة غارات في حروبهم الحدودية مع آل نهيان، في أبوظبي، في القرن الـ19 وأوائل القرن العشرين.