أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإثنين 27 مارس/آذار 2023، الإدلاء ببيان كان يتوقع أن يعلن فيه وقف خطة "الانقلاب القضائي"، التي أثارت خلافات وانقسامات واسعة في إسرائيل، وذلك بسبب خلاف داخل الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو، إذ دعا حليف بارز له لعدم الرضوخ للمحتجين.
كان من المقرر أن يدلي نتنياهو، في الساعة العاشرة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي (07:30 بتوقيت جرينتش)، ببيان يتحدث فيه عن تعليق مشروع قانون "الانقلاب القضائي"، وذلك بعد يوم شهد احتجاجات ضخمة ضد الحكومة.
لكن تلفزيوناً إسرائيلياً، أعلن عن إرجاء بيان نتنياهو بشأن "الانقلاب القضائي" بسبب خلافات بالحكومة.
يأتي هذا، فيما أظهر إيتمار بن غفير الشريك اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو، إصراراً على المضي بخطة "الانقلاب القضائي" رغم الاحتجاجات، وكتب بن غفير، وهو وزير الأمن القومي في إسرائيل، على تويتر، أنه يتعين على الحكومة المضي في الخطة، وألا "ترضخ للفوضى".
في سياق متصل، أظهر التلفزيون الخاص بالكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، أن لجنة المراجعة التابعة له، وافقت، الإثنين 27 مارس/آذار 2023 على مشروع قانون رئيسي، ضمن تعديلات "الانقلاب القضائي".
موافقة لجنة الكنيست على مشروع القانون من شأنها أن تمهد الطريق أمام تصويت محتمل لإقراره، ما يمثل تحدياً من حكومة نتنياهو وحلفائه بالحكومة للاحتجاجات الضخمة الرافضة لـ"الانقلاب القضائي".
وخلال جلسة عاصفة للجنة الدستورية حول مشروع القانون، الذي من شأنه أن يضمن للائتلاف الديني القومي الذي يقوده نتنياهو سلطة أكبر على تعيين القضاة، قام نائب معارض بإلقاء علم إسرائيلي على رئيس اللجنة احتجاجاً على ذلك، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
كان آلاف الأشخاص قد نزلوا، الأحد 26 مارس/آذار 2023، إلى الشوارع في تل أبيب إثر إقدام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على إقالة وزير الدفاع يواف غالانت من منصبه بعدما دعا علناً، يوم السبت 25 مارس/آذار 2023، إلى تعليق الإجراءات المتعلقة بـ"الانقلاب القضائي"، معرباً عن خشيته على أمن إسرائيل.
وتزايدت الضغوط على نتنياهو مع دعوة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الحكومة، الإثنين 27 مارس/آذار 2023، إلى وقف الإجراءات المتعلقة بالتعديلات القضائية، وذلك بعد يوم من إقالة نتنياهو لوزير دفاعه بسبب اعتراضه على التعديلات.
هرتسوغ قال على تويتر إنه "من أجل وحدة شعب إسرائيل ومن أجل المسؤولية، أدعوكم إلى وقف الإجراءات التشريعية على الفور"، بحسب تعبيره.
أثارت التطورات في إسرائيل رداً من الولايات المتحدة، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أدريان واتسون، الأحد 26 مارس/آذار 2023، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث في إسرائيل، و"تحث بشدة" الزعماء هناك على التوصل إلى تسوية في أقرب وقت ممكن لإنهاء أزمة التعديلات القضائية.
أضافت واتسون في بيان: "نواصل حث القادة الإسرائيليين بشدة على إلتوصل إلى تسوية في أقرب وقت ممكن. نعتقد أن هذا هو أفضل طريق للمضي قدماً لإسرائيل وجميع مواطنيها".
يُذكر أنه منذ قرابة 12 أسبوعاً، يتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين يومياً ضد خطة "الانقلاب القضائي" التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها، وتتضمن الخطة تعديلات تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية)، وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة.