أمريكا وبريطانيا ترحبان بتعليق نتنياهو خطة “الانقلاب القضائي”.. دعتا زعماء الاحتلال لإيجاد تسوية سريعة

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/27 الساعة 19:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/29 الساعة 16:49 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - رويترز

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن الولايات المتحدة ترحب بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين 27 مارس/آذار 2023، تأجيل البت في خطط التعديلات القضائية المثيرة للجدل حتى الشهر المقبل. وأضافت أن الإدارة تحث الزعماء الإسرائيليين على إيجاد تسوية في أقرب وقت ممكن.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن مساء الإثنين، تعليق التصويت على تشريعات خاصة بخطة "إصلاح القضاء"، مرجعاً ذلك إلى رغبته "في منع انقسام الأمة"، وذلك في خطاب متلفز له بثته وسائل إعلام عبرية، للحديث عن أسباب تراجعه عن إقرار خطة "إصلاح القضاء"، نقلت تفاصيله صحيفة "يديعوت أحرونوت" (خاصة).

جنود احتياط وقدامى محاربين ونشطاء إسرائيليون يتظاهرون أمام المحكمة العليا في القدس، ضد الإصلاح القضائي الذي تخطط له حكومة نتنياهو/ تويتر

أمريكا قلقة بسبب الوضع في إسرائيل

ترحيب البيت الابيض جاء بعد ساعات قليلة من إعلانه القلق بشأن الوضع في إسرائيل، مضيفاً أن الرئيس جو بايدن عبّر عن مخاوفه إزاء التعديلات القضائية مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

حيث أبلغ المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الصحفيين: "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء أحدث التطورات"، داعياً إلى حل وسط.

في حين أرجأ نتنياهو، الإثنين، اتخاذ قرار بشأن الخطط المتنازع عليها المتعلقة بالتعديلات القضائية حتى الشهر المقبل، وسط مخاوف من أن تؤدي أسوأ أزمة في إسرائيل منذ سنوات إلى تصدع في الائتلاف أو وقوع أعمال عنف. وأحجم كيربي عن التعليق تحديداً على التأجيل.

قال: "نحن نراقب هذا عن كثب قدر الإمكان. لقد كنا واضحين للغاية في الأحاديث الخاصة، بالطبع، مع القادة الإسرائيليين، وكذلك علناً بشأن مخاوفنا… بخصوص التطورات هنا في الساعات الثماني والأربعين الماضية، ومرة أخرى، نحث القادة الإسرائيليين بشدة على التوصل لحل وسط".

صورة من أضخم احتجاجات تشهدها تل أبيب ضد نتنياهو – رويترز

دعوة إسرائيل لحضور قمة في أمريكا 

فيما أشار كيربي إلى أنه تمت دعوة إسرائيل لحضور قمة من أجل الديمقراطية تنظمها الولايات المتحدة، وقال كيربي إن بايدن كان "صريحاً للغاية" مع نتنياهو بشأن مخاوفه. ورداً على سؤال عما إذا كان بايدن يشعر بالقلق من أن تتحول الأوضاع في إسرائيل إلى حرب أهلية، قال كيربي إنه ليس قلقاً.

كما أردف أن مخاوف الولايات المتحدة بشأن قانون التعديلات القضائية تتمثل في أنه "سيتعارض" مع مبدأ وجود ضوابط وتوازنات في الحكومة. وقال كيربي: "كل هذا القلق يأتي من… منطلق احترام وصداقة وإعجاب بالشعب الإسرائيلي وإسرائيل كدولة وبديمقراطيتها".

ترحيب بريطاني بقرار نتنياهو

في سياق متصل، رحب وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، بقرار إسرائيل تعليق تشريع بخصوص تعديل نظامها القضائي، مشدداً على أهمية وجود "نظام قوي من الضوابط والتوازنات".

حيث قال كليفرلي، في بيان بعد أن أرجأ نتنياهو القرار حتى الشهر المقبل؛ وسط احتجاجات واسعة النطاق: "ترحب بريطانيا بقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم، إيقاف تشريع يتعلق بتعديل النظام القضائي الإسرائيلي". وأضاف: "من المهم التمسك بالقيم الديمقراطية المشتركة التي تقوم عليها العلاقات (البريطانية الإسرائيلية)، والحفاظ على نظام قوي من الضوابط والتوازنات".

كان  نتنياهو قد أعلن تعليق التصويت على تشريعات خاصة بخطة "إصلاح القضاء"، مرجعاً ذلك إلى رغبته "في منع انقسام الأمة". جاء ذلك في خطاب متلفز لنتنياهو بثته وسائل إعلام عبرية، للحديث عن أسباب تراجعه عن إقرار خطة "إصلاح القضاء"، نقلت تفاصيله صحيفة "يديعوت أحرونوت" (خاصة).

قال نتنياهو: "قررت تعليق تصويت الكنيست على تشريعات إصلاح القضاء، للتوصل إلى اتفاق واسع؛ من منطلق المسؤولية الوطنية والرغبة في منع انقسام الأمة".

إسرائيل الكنيست نتنياهو
الكنيست الإسرائيلي – رويترز

أما عن الاحتجاجات المعارضة وزيادة أعداد الرافضين للخدمة العسكرية بالجيش، فقال نتنياهو إن "أقلية متطرفة مستعدة لتمزيق البلاد"، مؤكداً أن "رفض الخدمة العسكرية هو نهاية إسرائيل".

مظاهرات بالآلاف في إسرائيل 

في حين وخلال الأسابيع الماضية، أعلن المئات من ضباط وجنود الاحتياط تعليق خدمتهم العسكرية؛ احتجاجاً على خطة "إصلاح القضاء"، ولاحقاً انضم إليهم آخرون من الخدمة النظامية.

فيما طالب نتنياهو "رؤساء الأجهزة الأمنية وقادة الجيش بمقاومة ظاهرة رفض الخدمة العسكرية بحزم"، مشدداً على أنه "لن يُسلب الشعب حرية اختياره، ولن نتخلى عن المسار الذي انتخبنا من أجله"، بحسب قوله.

أضاف: "إنني على علم بالتوتر الهائل الذي نشأ بين المعسكرين (المؤيدين للائتلاف الحكومي والمعارضة)، وأنا منتبه لرغبة كثير من المواطنين في تخفيف هذا التوتر".

تابع: "رغم تعليق التشريعات سنقوم بإصلاح (قضائي) يعيد التوازن الذي فُقد بين السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، مع الحفاظ على حقوق الفرد بل وتعزيزها".

في وقت سابق من الإثنين، قال حزب "قوة يهودية" برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إنه "اتفق مع نتنياهو على تأجيل تمرير تشريعات خطة إصلاح القضاء حتى الدورة البرلمانية المقبلة للكنيست، وأن يتم ذلك عبر الحوار".

كان من المقرر تمرير خطة "إصلاح القضاء" خلال الدورة البرلمانية الشتوية للكنيست التي تنتهي 2 أبريل/نيسان 2023، وهذا يعني تأجيلها للنقاش إلى الدورة التي تبدأ في الـ30 من الشهر نفسه وتستمر 3 أشهر، وفق موقع الكنيست.

المعارضة الإسرائيلية ترحب بالحوار

في حين ورداً على خطاب نتنياهو، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، في كلمة مقتضبة: "إذا تم إيقاف التشريعات بالفعل، توقف حقيقي وكامل، فسنكون مستعدين للذهاب إلى الرئيس (إسحاق هرتسوغ) لإجراء محادثات".

أضاف: "يجب أن ندع الرئيس يؤسس آلية للحوار وأن نثق به كوسيط عادل. هذا كل ما طلبناه في الشهرين الماضيين: حوار حقيقي وبنّاء من قبل قيادة مستعدة لتحمُّل المسؤولية".

احتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية في القدس المحتلة / رويترز

من جانبه، رحّب وزير الدفاع السابق رئيس تحالف "المعسكر الرسمي" (معارض) بيني غانتس، بقرار نتنياهو تعليق التصويت على التشريعات، وفق "يديعوت أحرونوت".

قال غانتس: "أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً (..) سنأتي للحوار بقلب مفتوح وبرغبة لإنجاحه"، مضيفاً: "هذه أيام رهيبة يجب أن نخرج منها أقوى ومتّحدون".

يذكر أنه ومنذ 12 أسبوعاً، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين ضد خطة "الإصلاح القضائي" التي تدعمها حكومة نتنياهو، والتي تتضمن تعديلات تحدُّ من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة صلاحية تعيين القضاة.

تحميل المزيد