تحدثت تقارير إعلامية بريطانية، أن الحكومة في المملكة قد تعلن الأسبوع المقبل عن خطط لنقل طالبي اللجوء، من الفنادق التي يعيشون فيها حالياً إلى قواعد عسكرية أو عبّارات مهجورة، وذلك في تطبيق لسياسات الحكومة المتشددة تجاه المهاجرين الذين سبق أن رفضوا ترحيلهم إلى رواندا.
صحيفة The Telegraph البريطانية كانت أوَّل من أورد الأخبار بشأن خطط الحكومة لنقل طالبي اللجوء، يوم الجمعة 24 مارس/آذار 2023، ولم تنفِ المصادر الحكومية هذه المقترحات، لكنهم قالوا لصحيفة The Guardian إنها ما زالت "أفكاراً في طور النظر" والمناقشة.
كذلك أفادت The Guardian، السبت 25 مارس/آذار 2023، بأنه قد يتم استبعاد مقترحات سابقة تتضمن استخدام معسكرات العطلات، وقاعات الطلاب، من بين خيارات الأماكن التي يجري النقاش بشأن إيداع طالبي اللجوء فيها.
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية، إنه "لا يزال العمل جارياً داخل الحكومة والسلطات المحلية، لتحديد أماكن إيواء طالبي اللجوء"، مشيراً إلى وجود ضغوط يتعرض لها نظام اللجوء في المملكة.
يأتي هذا في أعقاب الجدل الذي أثير بشأن إيواء اللاجئين في قاعدة "سكامبتون" العسكرية المهجورة، التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
بحسب صحيفة The Guardian "قيل إن اجتماعاً عُقد هذا الأسبوع بالقرب من قاعدة لنكولنشاير الجوية، لمناقشة إيواء نحو 1500 طالب لجوء في منشآت مهجورة بالقاعدة، منها كبائن مؤقتة بمدرج طائرات سابق أُغلق عام 2018".
استُخدمت قواعد جوية سابقة بالفعل لاستقبال طالبي اللجوء وإيوائهم، فقد تحولت قاعدة مانستون العسكرية السابقة في مقاطعة كنت إلى مركز لمعالجة طلبات اللجوء.
في غضون ذلك، قالت صحيفة The Telegraph، إن أكثر من 50 ألف طالب لجوء يقيمون الآن في فنادق بتكلفةٍ تصل إلى 6.8 مليون جنيه إسترليني (8.3 مليون دولار أمريكي) في اليوم.
لكن فكرة إيواء اللاجئين في فنادق كانت موضع احتجاج من نشطاء اليمين المتطرف، وقد تعرضت بعض هذه الفنادق لهجمات، وأُضرمت النيران في شاحنة تابعة للشرطة بمنطقة نوسلي، في مقاطعة مرزيسايد، خلال احتجاج في فبراير/شباط 2023.
أقامت مجموعة "الوطنية البديلة" اليمينية المتطرفة احتجاجات في منشأة إيواء بمنطقة سكيغنيس في مقاطعة لنكولنشاير.
استخدام العبّارات للإيواء
في السياق ذاته، نوقشت من قبل فكرة استخدام العبَّارات النهرية لإيواء اللاجئين، فقد ذكرت صحيفة The Times البريطانية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان، أمرت المسؤولين بالعثور على مواقع لاستقبال طالبي اللجوء، وأن السفن السياحية المهجورة كانت من بين الأماكن المطروحة للنقاش.
تأتي تلك المساعي في وقت جعل فيه رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، مسألة الحدِّ من توافد قوارب الهجرة الصغيرة إلى البلاد أولوية له، مستنداً إلى أن عدد طالبي اللجوء وصل إلى 45 ألفاً في العام الماضي، بزيادة قدرها 500% في العامين الماضيين.
كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت تفاصيل قانون جديد يحظر دخول طالبي اللجوء الذين يصلون بقوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي، وهو اقتراح تقول بعض المنظمات الخيرية إنه يمكن أن يكون غير عملي، ويجرم محاولات الآلاف من مستحقي اللجوء، وفقاً لوكالة رويترز.
كذلك عقدت الحكومة البريطانية اتفاقاً مع فرنسا هذا الشهر، يتضمن تمويلاً بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني (611 مليون دولار أمريكي)، لإقامة مركز اعتقال للمهاجرين غير الشرعيين في شمال فرنسا.
وفي سعيها لتطبيق خطة الحكومة، وصلت وزيرة الداخلية البريطانية بريفرمان إلى رواندا، يوم السبت 18 مارس/آذار 2023، لمناقشة اتفاق تقبل بموجبه الدولة الواقعة في شرق إفريقيا المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا دون إذن، إذا أكدت المحاكم البريطانية أن المقترحات قانونية.
إذ تريد الحكومة البريطانية إرسال عشرات الآلاف من المهاجرين إلى رواندا، في إطار اتفاق قيمته 120 مليون جنيه إسترليني (146 مليون دولار)، تم التوصل إليه مع رواندا العام الماضي.