أعلن المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف، مساء السبت، 25 مارس/آذار ، الانتهاء من صياغة مسودة الاتفاق النهائي لحل الأزمة في البلاد، وتسليمها الأحد المقبل للأطراف الموقعة على "الاتفاق الإطاري" لمناقشتها.
حيث قال يوسف، في بيان: "فرغت اليوم (السبت) لجنة صياغة الاتفاق النهائي من صياغة المسودة الأولية للاتفاق النهائي". وأضاف: "ستقوم بتسليمها للأطراف المنخرطة في العملية السياسية، الأحد 26 مارس/آذار 2023، في القصر الرئاسي بالخرطوم". وتابع: "عقب ذلك ستناقش المسودة بين الأطراف المختلفة، وصولاً لصيغة نهائية يتم التوقيع عليها بعد الفراغ من المناقشات حول المسودة وإكمال تفاصيل بعض القضايا المتبقية في ملف الإصلاح الأمني والعسكري".
تفاصيل مسودة الاتفاق في السودان
خالد عمر يوسف ذكر أن المسودة الأولية استندت إلى مرجعيات محددة هي "الاتفاق الإطاري، والإعلان السياسي الذي نوقش مع القوى غير الموقعة، ومسودة الدستور الانتقالي، وتوصيات المؤتمرات الأربعة التي عقدت ضمن المرحلة النهائية للعملية السياسية".
أشار يوسف إلى أن مؤتمر "الإصلاح الأمني والعسكري" الذي سينطلق الأحد، ستصب توصياته في الاتفاق السياسي النهائي.
تهديد بالتعبئة ضد الاتفاق
في سياق موازٍ، أعلنت حركة سودانية مسلحة مشاركة في الحكم، الأربعاء، "التعبئة" للخروج إلى الشارع خلال الأيام المقبلة، رفضاً للتوقيع على الاتفاق السياسي النهائي وتشكيل الحكومة المدنية المرتقبة. جاء ذلك في بيان صدر عن حركة "جيش تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور غربي البلاد.
فيما تشارك الحركة في مستويات الحكم الانتقالي الحالي بالسودان بموجب اتفاقية "سلام جوبا" الموقعة بين الحكومة المركزية بالخرطوم وعدد من الحركات المسلحة عام 2020 والمجددة عام 2023.
تأتي اجتماعات لجنة الصياغة استكمالاً لعملية سياسية انطلقت في 8 يناير/كانون الثاني 2023 بين الموقّعين على "الاتفاق الإطاري" المبرم في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022 بين مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، للتوصل إلى اتفاق يحل الأزمة في البلاد.
أما في 19 مارس/آذار 2023، أعلن يوسف أن الاتفاق النهائي بين الفرقاء السودانيين سيُوقع مطلع أبريل/نيسان 2023، بينما يبدأ تشكيل الحكومة الجديدة في الـ11 من الشهر ذاته.
تهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
كذلك وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 أغسطس/آب 2019 مرحلة انتقالية كان مقرراً أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.