قُتِل 25 شخصاً على الأقل جراء إعصار ميسيسيبي المدمر في أمريكا، متسبّباً في تدمير طرق وسيّارات ومنازل، وتسوية أحياء بكاملها أرضاً، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، بينما وجَّه الرئيس جو بايدن، الأحد 26 مارس/آذار 2023، بتوفير مساعدات عاجلة للولاية المنكوبة.
فقد عَبَر الإعصار المصحوب بعواصف رعديّة وأمطار غزيرة مساراً يزيد على 60 كيلومتراً في ولاية ميسيسيبي الجنوبيّة في وقتٍ متأخر الجمعة، ملحقاً أضراراً بكثير من البلدات.
بينما قالت إدارة الطوارئ في الولاية، السبت 25 مارس/آذار، إنَّ أربعة أشخاص على الأقلّ فُقِدوا وأصيب العشرات بسبب إعصار ميسيسيبي، في حين انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف في ميسيسيبي وألاباما وتينيسي.
كارثة إعصار ميسيسيبي
في بلدة رولينغ فورك، التي يسكنها نحو ألفي شخص، دُمّر صفّ كامل من المنازل والمباني، ولم يبقَ منها سوى الركام. وأظهرت لقطات تلفزيونيّة سيّارات مقلوبة وأشجار وأسوار مقتلعة.
حيث قالت باتريسيا بيركنز، التي تعمل في متجر لأجهزة الكمبيوتر في البلدة لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّ "كلّ شيء دُمّر". ووصفت شانتا هوارد من البلدة لشبكة "إيه بي سي" كيف كان السكان يساعدون في إجلاء الجثث من بين حطام المنازل.
بينما قال ريكي كوكس، الذي دُمّر متجره بسبب إعصار ميسيسيبي، لوكالة الأنباء الفرنسية "الوضع أسوأ بكثير ممّا كنت أتصوّر. اختفت كلّ المتاجر على الطريق السريع 61″، مضيفاً أن صديقين له لقيا حتفهما عندما ضربت العاصفة منزليهما.
كانت عمليات البحث والإنقاذ جارية في مقاطعة شاركي، التي تقع على بُعد قرابة 70 ميلاً شمال غرب جاكسون، عاصمة الولاية والمقاطعات المجاورة.
كتب حاكم الولاية تايت ريفز عبر تويتر "سيُلازم شعور الفقدان هذه البلدات للأبد"، مضيفاً "أرجوكم صلّوا من أجل جميع الذين فقدوا أقاربهم وأصدقاءهم".
كما وصف الرئيس جو بايدن الكارثة التي تسبب بها إعصار ميسيسيبي بأنها "تفطر القلب"، متعهداً بوضع كل الموارد الفيدرالية في تصرف الولاية. وقال في بيان "سنفعل كل ما في وسعنا للمساعدة، سنبقى هناك ما دام الأمر يتطلّب ذلك".
صرخة متواصلة للمساعدة
قال مراقب الأعاصير آرون رغزبي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّه قصد بلدة رولينغ فورك، وسط أمطار غزيرة "وعواصف رعديّة في كل مكان".
أضاف رغزبي "عندما وصلت إلى هناك كانت هناك نداءات وصرخات متواصلة، طلباً للمساعدة من الأشخاص المحاصرين"، مضيفاً أنه ساعد السكّان على تحرير عدد قليل من الأشخاص الذين كانوا عالقين داخل منازلهم المدمَّرة.
فيما أعلنت خدمة الأرصاد الوطنية حالة الطوارئ في رولينغ فورك والمناطق المحيطة بها، عند الساعة التاسعة من مساء الجمعة، 24 مارس/آذار، داعيةً الناس إلى البحث عن مأوى في ظل ظروف تشكل خطراً على الحياة، وتوقعت تساقط حبّات برد بحجم كرات الغولف.
بينما قال خبراء الأرصاد الجوّية إنّ إعصار ميسيسيبي انتهى في الساعات الأولى من السبت، لكنهم توقّعوا مزيداً من العواصف الرعديّة التي لن تكون بالشدّة نفسها.
في ألاباما، قُتل رجل في انقلاب شاحنة بسبب ظروف الطقس السيّئة، وفق ما ذكرت شرطة مقاطعة مورغان على تويتر. وحذّرت الأرصاد السكّان من أنّه مع استمرار عمليّات إزالة الركام "تظلّ الأخطار قائمة حتّى بعد استمرار العواصف".
حيث قالت مالاري وايت، المتحدّثة باسم إدارة الطوارئ في ولاية ميسيسيبي، إنّ المسؤولين سيقيّمون الأضرار طوال يوم السبت.
كما قالت لقناة "دبليو جي تي في" التابعة لشبكة "سي بي إس نيوز" إن "أولويتنا الرئيسية حاليّاً، خصوصاً بالنسبة إلى المستجيبين الأوائل المحلّيين، هي سلامة الناس وتحديد أماكنهم للتأكّد من أنّهم بخير".
فيما قال ألدريدج ووكر، رئيس بلدية رولينغ فورك، لشبكة سي إن إن "بلدتي لم تعد موجودة"، مضيفاً أنه عندما تمكّن من مغادرة منزله "وجدنا دماراً في كل مكان حولنا". وتابع "عائلات كثيرة تتألّم. هذا المجتمع في وضع لم نتوقّعه أبداً".