وصل عدد المتظاهرين ضد حكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب، مساء السبت 25 مارس/آذار 2023، إلى 250 ألف محتج، فيما طالب وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، بوقف تشريعات "الانقلاب القضائي" بشكل فوري.
بحسب تقديرات نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد شارك ما يقارب من 250 ألف شخص في مظاهرة كبيرة في شارع كابلان في تل أبيب، وذلك ضد حكومة نتنياهو وإضعاف جهاز القضاء وتقويض المحكمة العليا، للأسبوع الثاني عشر على التوالي.
بالإضافة إلى المظاهرة المركزية في شارع "كابلان" بتل أبيب، تظاهر الآلاف في عدة بلدات بينها حيفا والقدس وبئر السبع وأسدود ونتانيا وهرتسليا ورعنانا.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية العديد من الشوارع، تزامناً مع المظاهرات، فيما اعتقلت عدداً من المتظاهرين واستخدمت المياه العادمة لتفريق عدة مظاهرات.
تزامناً مع المظاهرات، خرج وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، بتصريح صحفي طالب فيه بوقف تشريعات إضعاف القضاء بشكل فوري، محذراً من تداعياتها الخطيرة على الجيش والأجهزة الأمنية.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت في تصريح لوسائل الإعلام إنه يطالب بوقف تشريع الثورة القانونية، مشيراً إلى أن "الانقسام المتزايد في المجتمع يخترق الجيش الإسرائيلي. وهذا خطر مباشر على أمن الدولة".
من جانبه، أيد عضو الكنيست يولي إدلشتين من الليكود غالانت وقال: " يجب إجراء تغييرات في الحوار وخطاب واسع ". كما دعم عضو الكنيست ديفيد بيتان اقتراح غالانت، بحسب ما نقلت الصحيفة.
تمرد كبير في الجيش
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الاحتجاج على خطة "الانقلاب القضائي" التي تمضي بها حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وصل للمرة الأولى إلى صفوف الجنود النظاميين بالجيش الإسرائيلي، وذلك عقب ضجة واسعة خلّفها إعلان المئات من ضباط الاحتياط رفض الخدمة العسكرية بسبب خطة الحكومة.
الصحيفة أماطت اللثام عن مقطع فيديو ظهر فيه 17 جندياً نظامياً وهم يعبّرون عن معارضتهم للخطة الحكومية، والتي قادت إلى انقسام حاد في المجتمع الإسرائيلي، ووجدت أصداء لها في الجيش.
الجنود الـ17 هم جزء من 40 جندياً نظامياً كوّنوا مؤخراً مجموعة على تطبيق "تليغرام" للمراسلة الفورية، للإعراب عن معارضتهم للخطة التي يصرّ رئيس الوزراء، نتنياهو، على المضي بها رغم المعارضة الواسعة لها.
أحد هؤلاء الجنود الذين يخدمون في تشكيلات وأسلحة مختلفة بالجيش الإسرائيلي بما في ذلك الاستخبارات والقوات الجوية، قال: "نحن لسنا مثل جنود الاحتياط، وليس لدينا موقف برفض الخدمة العسكرية".
أضاف في مقطع الفيديو: "مع ذلك رأينا أن بلدنا الديمقراطي، الذي أقسمنا على حمايته خلال خدمتنا العسكرية، يتغير بالنسبة لنا في منتصف خدمتنا، ولا يبدو من المعقول بالنسبة لنا أن نتجاوز ذلك بهدوء، دون فعل أي شيء"، بحسب تعبيره.
وبحسب قول الجنود، فإن "هناك كثيرين مثلهم في الجيش النظامي، داخل القواعد والوحدات المختلفة".
من جانبه، طالب متحدث باسم الجيش في رده للصحيفة (لم تسمِّه) على مقطع الفيديو الأول من نوعه، جنود وضباط الجيش النظاميين والاحتياط "بالحفاظ على الجيش الإسرائيلي وتماسكه فوق كل خلاف".
يأتي هذا بعد يوم من تحذير نتنياهو من خطورة العصيان بين ضباط وجنود الجيش، معتبراً أن رفض الخدمة العسكرية "خطر رهيب على إسرائيل".
نتنياهو أضاف في تصريحات من العاصمة البريطانية لندن، التي وصلها يوم الخميس الفائت، في زيارة رسمية تستمر حتى الأحد: "من دون الجيش لن تكون هناك دولة"، مطالباً المؤسسة العسكرية "بالوقوف بحزم ضد رفض الخدمة".
كان عشرات الطيارين من ضباط الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، قد أعلنوا الجمعة، 24 مارس/آذار 2023 أنهم لن يحضروا تدريباتهم المقررة الأسبوع المقبل، كما وقع قرابة 150 ضابطاً وجندياً من وحدة "8200" التابعة للمخابرات العسكرية، عريضة بعدم الحضور للخدمة الاحتياطية اعتباراً من الأحد (غداً)؛ احتجاجاً على خطة "الانقلاب القضائي".
أيضاً أعلن أكثر من 100 ضابط طبيب احتياط، وقف أداء الخدمة العسكرية على الفور، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وكان مئات الضباط الاحتياط قد أعلنوا خلال الأسبوعين الماضيين عن مقاطعتهم الخدمة العسكرية في حال استمر نتنياهو بدفع تشريعات خطة "الانقلاب القضائي".
يُذكر أن إسرائيل تشهد منذ أكثر من 11 أسبوعاً، احتجاجات واسعة ضد قرار الحكومة تمرير سلسلة قوانين من شأنها الحد من سلطة المحكمة العليا، أعلى هيئة قضائية في البلاد.
وفيما تقول الحكومة إن القوانين تهدف إلى "الإصلاح القضائي"، تعتبر المعارضة أنها "انقلاب" على القضاء، وتحول إسرائيل إلى ديكتاتورية.