حذَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة 24 مارس/آذار 2023، خلال تصريحات أدلى بها من العاصمة البريطانية لندن والتي وصل إليها في زيارة رسمية، من خطورة العصيان بين ضباط وجنود الجيش؛ احتجاجاً على ما يعرف بخطة "الانقلاب القضائي".
في حين ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية (خاصة)، أن "نتنياهو طالب أثناء وجوده في العاصمة البريطانية لندن، المؤسسة الأمنية بالوقوف بحزم ضد رفض الخدمة". وقال نتنياهو: "من دون جيش الدفاع لن تكون هناك دولة"، واصفاً رفض الخدمة العسكرية بـ"الخطر الرهيب".
استمرار التصعيد ضد نتنياهو
أشارت الصحيفة إلى أن "عشرات الطيارين من ضباط الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، أعلنوا الجمعة، أنهم لن يحضروا تدريباتهم؛ احتجاجاً على خطة الإصلاح القضائي التي تعتزم حكومة نتنياهو تنفيذها".
كذلك وفي وقت سابق من الجمعة، وقع قرابة 150 ضابطاً وجندياً من وحدة "8200" التابعة للمخابرات العسكرية، عريضة بعدم الحضور للخدمة الاحتياطية اعتباراً من الأحد المقبل، للسبب ذاته.
كما أعلن أكثر من 100 ضابط طبيب احتياط، وقف أداء الخدمة العسكرية على الفور، بحسب الصحيفة. وخلال الأسبوعين الماضيين، أعلن مئات ضباط الاحتياط مقاطعتهم الخدمة العسكرية في حال استمر نتنياهو في دفع تشريعات خطة إصلاح القضاء.
احتجاجات ضد الانقلاب القضائي
تشهد إسرائيل منذ أكثر من 11 أسبوعاً، احتجاجات واسعة ضد قرار الحكومة تمرير سلسلة قوانين من شأنها الحد من سلطة المحكمة العليا، أعلى هيئة قضائية في البلاد.
وفيما تقول الحكومة إن القوانين تهدف إلى "الإصلاح القضائي"، تعتبرها المعارضة "انقلاباً" على القضاء وتُحول إسرائيل إلى ديكتاتورية.
في سياق متصل طعنت المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهراف ميارا، الجمعة، في قانونية تدخّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تعديلات بالنظام القضائي تسعى إليها حكومته.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، إن "المستشارة القانونية للحكومة أبلغت نتنياهو صباح اليوم، أن خطابه الليلة الماضية حول التغييرات في النظام القضائي، يشكل انتهاكاً للترتيب بشأن تضارب المصالح".
كما نقلت عن ميارا قولها في رسالتها: "بصفتك رئيساً للوزراء ومتهماً بارتكاب جنايات، عليك الامتناع عن اتخاذ إجراءات تثير مخاوف معقولة من وجود تضارب بين مصالحك الشخصية في ما يتعلق بالإجراءات الجنائية ومنصبك كرئيس للوزراء، وتحقيقاً لهذه الغاية عليك التصرف وفقاً للرأي القانوني الذي قدمته المستشارة القانونية؛ توخياً لمنع تضارب المصالح".
أضافت: "عليك تجنب أي مشاركة في مبادرات لإحداث تغييرات بالنظام القضائي، وضمن ذلك تشكيل لجنة اختيار القضاة، لأن المشاركة فيها عمل يتعارض مع المصالح. بيانك الليلة الماضية وأي إجراء تتخذه مخالفاً لما ورد، يعتبر غير قانوني وملوَّثاً بتضارب في المصالح".
وسبق أن قال نتنياهو في خطاب: "لسوء الحظ، حتى اليوم يداي مقيدتان، (..) لنضع جانباً كل الاعتبارات الأخرى باسم الوطن والشعب، سأفعل كل ما في وسعي للتوصل إلى حل (مع المعارضين للقوانين التي تدفع بها الحكومة)".
أضاف: "التقيت سلسلة من الوزراء، من ضمنهم وزير الدفاع، وسمعت المخاوف.. آخذ كل شيء في الاعتبار، لا مجال للتردد، فهو يعرض الأمن القومي والشخصي للخطر، سأفعل كل ما في وسعي لتهدئة الأرواح وتسوية الصدع في الأمة".
اتهامات ضد نتنياهو
يواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، حيث تنظر المحكمة في هذه الاتهامات.
جدير بالذكر أن لندن شهدت مظاهرتين منفصلتين نظمتهما جماعات حقوقية وفلسطينية ويهود معارضون، تنديداً بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واحتجاجاً على مشروع "إصلاح القضاء".
حيث ألقت المظاهرتان بظلالهما على مراسم استقبال نتنياهو من قبل نظيره البريطاني ريشي سوناك، والمحادثات بينهما بمقر الحكومة في داونينغ ستريت بلندن.
خلال حديثه لـ"الأناضول"، قال اليهودي الأرثوذكسي حاييم بلير، إنه شارك في المظاهرتين تأييداً لحرية فلسطين، وتنديداً بسياسات نتنياهو المناهضة للديمقراطية. وأكد أن اليهود الأرثوذكس يؤيدون كامل الحقوق الفلسطينية، مضيفاً: "ليست لدينا مشكلة مع الحكومة سواء يمينية أو يسارية، لكن مشكلتنا مع وجود دولة صهيونية".
أردف: "وجود دولة صهيونية في أرض مقدسة بدعة ضالة وانتهاك لحقوق الإنسان وجريمة ضد الإنسانية، ووجود دولة إسرائيل هو جريمة ضد اليهودية". وشدد بلير على رغبة اليهود الأرثوذكس في وجود دولة فلسطينية حرة بالأراضي المقدسة.
في حين وصل نتنياهو إلى لندن الخميس، في زيارة رسمية للمملكة المتحدة، يلتقي خلالها سوناك ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان.