قالت صحيفة The Daily Telegraph البريطانية في تقرير نشرته الجمعة، 24 مارس/آذار 2023، إن بعض التقارير زعمت بأنَّ امرأة جُرِّدت من ملابسها واغتُصِبَت في معسكر احتجاز للشرطة، وبيعت أخرى لمزارع صيني ضربها لأنها لم تنجب طفلاً، وأُعيدت امرأة حامل إلى مركز احتجاز في كوريا الشمالية؛ حيث غرقت في نهر أثناء تنفيذ أعمال شاقة.
يقول نشطاء حقوقيون إنَّ الروايات المرعبة تقدم مقتطفات من الفظائع التي لحقت بمئات الآلاف من النساء والفتيات الكوريات الشماليات اللواتي يتعرضن للضرب العنيف والعنف الجنسي والإجهاض القسري والزواج القسري والعبودية في المنطقة الخطرة على طول الحدود بين الصين وكوريا الشمالية.
انتهاكات تطال فتيات ونساء كوريات شماليات في الصين
تشير دراسة جديدة نشرتها Global Rights Compliance، وهي شركة قانونية دولية لحقوق الإنسان، الجمعة، 24 مارس/آذار، إلى أنَّ عدداً متزايداً من النساء والفتيات، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 12 عاماً، أُجبِرن على الانخراط في صناعة الجنس والاتجار بالعرائس القذرة التي يُقدَّر حجمها بـ105 ملايين دولار سنوياً بعد الهروب من كوريا الشمالية، ليجدن أنفسهن محاصَرات في الصين.
فيما دعت الشركة، التي أطلقت على تلك المنطقة اسم "المنطقة الحمراء" في الصين، إلى إجراء تحقيق دولي كامل لمعالجة أزمة حقوق الإنسان العاجلة والمتفاقمة التي تضر باللاجئات من كوريا الشمالية المستضعفات.
من جانبها، قالت صوفيا إيفانجيلو، كبيرة المستشارين القانونيين بشأن كوريا الشمالية في شركة Global Rights Compliance، لصحيفة The Telegraph، إنَّ الوضع اشتد خلال الوباء؛ حيث لم تتمكن نساء كوريا الشمالية من الهروب خارج حدود الصين المغلقة، وتوقفت الوظائف في قطاع الخدمات؛ مما تركهن فريسة سهلة للمتاجرين بالجنس.
روايات مرعبة
بينما من المستحيل التحقق من الأرقام الدقيقة، قالت كبيرة المستشارين إنَّ الأدلة التي حللها الباحثون، بما في ذلك معلومات من مجموعات الشتات الكورية الشمالية في سول -عاصمة كوريا الجنوبية- تشير إلى أنَّ عدد اللاجئات المعرّضات للخطر في الصين قد تضاعف أكثر من تقديرات الأمم المتحدة السابقة بحوالي 100000 شخص.
أشارت إيفانجيلو إلى أنَّ الوباء ساهم أيضاً في خلق "ثقب أسود للمعلومات" في المنطقة الحمراء؛ مما يعني أنَّ "العديد من النساء والفتيات الكوريات الشماليات يقعن ضحايا لصناعة الاستعباد الجنسي في الصين".
أضافت: "الوضع الحالي يترك النساء والفتيات الكوريات الشماليات معرضات للواقع القاسي؛ حيث يُبَعن ويقضين حياة من الاعتداء الجنسي والعقلي، أو العبودية، أو العمل القسري، أو السعي لنيل الحرية".
خطر الاستغلال من عصابات الاتجار بالبشر
يُعتقَد أنَّ نحو 70% من المنشقين عن النظام القمعي في كوريا الشمالية من النساء، وتتسبب الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر الحدود في تعرضهن لخطر الاستغلال من عصابات الاتجار بالبشر.
في حين كشفت امرأة كورية شمالية، هُرِّبَت إلى مدينة يانبيان شمال شرقي الصين، لمحققين من مركز قاعدة البيانات لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، أنها بيعت لرجل صيني. وروت: "عشنا معاً لمدة عام، ولم نستطِع إنجاب طفل؛ لذلك ضربني وركلني. ركل رأسي عدة مرات. وأعاني الآن من الاكتئاب".
مخاطر الإجهاض القسري
في رواية مأساوية أخرى عن مخاطر الانشقاق، يوثق التقرير كيف حاولت امرأة شابة تُدعَى لي كيوم سون، التي أُعيدت إلى معسكر للعمل القسري، إخفاء حملها لتجنب الإجهاض القسري.
بعد أسابيع من سوء التغذية والأعمال الشاقة، غرقت في النهر؛ حيث كانت مأمورة بجمع الحجارة. واكتشف الحراس أنها كانت تنتظر طفلاً، لذا أخضعن جميع السجينات لتفتيش جسدي لإنهاء أي حمل آخر يكتشفونه بالقوة.
قالت إيفانجيلو: "يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف ضد هذه الفظائع والعمل معاً لضمان حماية حقوق هؤلاء النساء". وحثت الحكومات على دفع الصين إلى التعامل مع الهاربات على أنهن لاجئات ولسن مهاجرات غير شرعيات.
أضافت: "هناك حاجة ماسة إلى إجراء تحقيق كامل في انتهاكات حقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء في كوريا الشمالية وما حولها". وتابعت: "إذا لم تُتخَذ أية خطوات لمعالجة الوضع الإنساني المُلِح للنساء من كوريا الشمالية، فسيزداد الوضع سوءاً".