حذّرت الأمم المتّحدة من "خطر وشيك" بحدوث أزمة عالمية نتيجة الاستهلاك المفرط للمياه والتغيّر المناخي، اللذين جعلا "نقص المياه مستوطناً" في جميع أنحاء العالم، وفق ما جاء في تقرير نشرته الأمم المتحدة الثلاثاء، 21 مارس/آذار 2023.
حيث قال مؤتمر الأمم المتّحدة للمياه ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في تقرير مشترك صدر في نيويورك قبيل ساعات من افتتاح مؤتمر نادر حول هذه القضية الشائكة، إنّ نحو ملياري شخص يفتقرون إلى مياه شرب مأمونة، في حين يفتقر 3.6 مليار شخص إلى خدمات صرف صحّي موثوق بها.
في مقدّمة التقرير، وجّه الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريس، تحذيراً من أنّ العالم "يسير بشكل أعمى في طريق خطر". وحذّر غوتيريس من أنّ الإفراط في استخدام المياه الجوفية وارتفاع درجة حرارة سطح الكوكب والتلوّث تؤدّي مجتمعة إلى "استنزاف شريان حياة البشرية" المتمثّل بالمياه.
بحسب التقرير، فإنّ استخدام المياه زاد حول العالم بنسبة تناهز 1% سنوياً على مدار السنوات الأربعين الماضية. ولمواجهة هذا العطش، يلجأ البشر إلى المياه الجوفية، ولا يتوانون في استخراج المياه بكميات مفرطة في بعض الأحيان: ما بين 100 و200 كيلومتر مكعب من احتياطيات المياه الجوفية تنضب كل عام، وفقاً للتقرير.
كذلك لفت التقرير إلى أنّ حوالي 10% من سكّان العالم يعيشون في دول تعاني من مستوى إجهاد مائي (العلاقة بين استخدام المياه وتوافرها) عالٍ أو حرج، ممّا يحدّ "بشكل كبير" من توافر المياه لتلبية احتياجات الناس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
بحسب التقرير أيضاً، فإنّه من المتوقع أن يرتفع عدد سكّان المناطق الحضرية المعرّضين لخطر نقص المياه من 933 مليون نسمة في عام 2016 إلى ما بين 1.7 و2.4 مليار نسمة في عام 2050.
الحكومات تتحمل مسؤولية نقص المياه
بينما نقلت صحيفة "The Guardian" البريطانية عن خبراء قولهم إن الحكومات لا تأخذ أزمة المياه على محمل الجد.
إذ قال يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ والرئيس المشارك للجنة العالمية لاقتصاديات المياه: "الدليل العلمي هو أن لدينا أزمة نقص المياه. نحن نسيء استخدام المياه، ونلوث المياه ونغيّر الدورة الهيدرولوجية العالمية بأكملها من خلال ما نفعله بالمناخ.. إنها أزمة ثلاثية".
فيما وجد تقرير تاريخي، نشرته اللجنة العالمية لاقتصاديات المياه الأسبوع الماضي، أن الطلب على المياه العذبة سيتجاوز العرض بنسبة 40% بحلول عام 2030. ووجد التقرير أن هذا ستكون له آثار هائلة على الاقتصاد العالمي وعلى الطبيعة والحياة الحضرية والمناخ، لكن القليل من الحكومات كانت تتخذ إجراءات للحفاظ على إمدادات المياه وخفض التلوث.
كما قال روكستروم إن معالجة مشاكل المياه أمر ضروري لمعالجة الأزمات العالمية الأخرى، بما في ذلك الغذاء والمناخ. وقال "لن تكون هناك ثورة زراعية ما لم نصلح المياه".