حذّر مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، من "الفوضى" بالبلاد في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، بحسب رسالة نشرها بمناسبة حلول شهر رمضان، في ظل أزمة سياسية واقتصادية تضرب البلد الذي يعاني من شاغر برئاسة الجمهورية منذ أشهر.
وقال دريان في الرسالة: "يا ساسة لبنان، كفى بالله عليكم تضييع الوقت، أصبحنا في المراحل الأخيرة من الانهيار، وحدوا رؤيتكم في مصير بلدكم".
أضاف: "إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئاً فشيئاً في الوطن، ويدفع الثمن المواطن".
وفشل البرلمان اللبناني 11 مرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، في انتخاب خلف للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في أكتوبر/تشرين الأول 2022، فيما تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال منذ الانتخابات النيابية في مايو/أيار الماضي.
بيروت لن ترضى بالتقسيم
ودعا مفتي لبنان إلى "التصدي لكل من يعمل على تمزيق وحدة الوطن، فالبعض ينادي ويعمل على تقسيم بلدية بيروت العاصمة، التي هي رمز وحدة اللبنانيين في عيشهم الواحد".
ولفت إلى أن "بيروت بمسلميها ومسيحييها لن ترضى بالتقسيم، ونحن سنقف سداً منيعاً في مواجهة المس بوحدة بيروت وبوحدة مؤسساتها".
كما طالب المفتي "الساعين لهذه الأفكار أن يفكروا ملياً بالأولويات التي تهم المواطنين، وتخفف عنهم المعاناة، وتضع حداً للبطالة، وأزمة الماء والكهرباء والاستشفاء، وحالة الضياع الذي يعيشه الوطن والمواطن".
ويضم المجلس البلدي لبيروت 24 عضواً مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ويرأسه مسلم هو جمال عيتاني، حيث تقدم نواب في "تكتل لبنان القوي" (بزعامة النائب جبران باسيل)، مطلع مارس/آذار الجاري، بمقترح قانون لاستحداث بلديتين في بيروت، واحدة تخضع لتسيير المسيحيين والأخرى للمسلمين.
وترجع رغبة المكون المسيحي في استحداث بلديتين بالعاصمة، إلى عدة عوامل، منها "الفساد المستشري وغياب برامج الإنماء بالمدينة".
ويعاني اللبنانيون منذ عام 2019، أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي بقيمة الليرة، فضلاً عن شح الوقود والأدوية وانهيار القدرة الشرائية.