على بُعد أيام من إعلان القوائم النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقرر عقدها في 14 مايو/أيار 2023؛ ظهرت على السطح كواليس مفاوضات الأحزاب التركية لدعم بعضها البعض في الانتخابات القادمة.
تحالف المعارضة وحزب الأكراد
يسعى حزب "الشعوب الديمقراطية" الممثل للأكراد في تركيا للحصول على أكبر مكاسب سياسية وانتخابية ممكنة في حال دعمه المعارضة ومرشحها في الانتخابات الرئاسية كمال كليجدار أوغلو.
فقد كشف الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، عن مطالبات من 11 بنداً قدمها الحزب الكردي لمرشح تحالف "الأمة" المعارض الذي التقى قيادة حزب الشعوب الديمقراطية في مجلس الأمة التركي لبحث طلباتهم مقابل دعم المعارضة في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال سيلفي إن حزب الشعوب الديمقراطية طالب بالحصول على وزارتين، إضافة إلى 4 نواب للوزراء في حال فوز المعارضة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، بالإضافة إلى مكاسب سياسية تتعلق بحل المشكلة الكردية.
جاءت تلك المطالب خلال اللقاء الذي استمر قرابة الساعة في مقر حزب الشعوب الديمقراطية بالبرلمان التركي مع كليجدار أوغلو.
وأضاف الكاتب التركي في مقال له بموقع "حرييت" أن حزب الشعوب الديمقراطية طالب كذلك بإزالة العزلة عن زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، المسجون منذ عام 1999 في سجن جزيرة إمرالي جنوب بحر مرمرة.
وكشف سيلفي أن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي طالب بوزارة البيئة، وذلك بعد فصلها عن وزارة التعمير. كما طالب بوزارة الثقافة بعد فصلها عن وزارة السياحة.
وبحسب سيلفي، فإن حزب الشعوب الديمقراطية يرون مطالبهم عادلة؛ بالمقارنة مع "الحزب الديمقراطي" الشريك في الطاولة السداسية الذي تشكل قاعدته الانتخابية 2 في الألف، ورغم ذلك سيحصل على منصب نائب الرئيس إلى جانب إحدى الوزارات؛ في حين أن حزب الشعوب الديمقراطية يشكل ما نسبته 10% من أصوات الناخبين.
حزب الرفاه يشترط الحصول على 20 مقعداً بالبرلمان
في الوقت الذي توقع فيه المطلعون على الشأن التركي؛ بأن ينضم حزب "الرفاه من جديد" بقيادة فاتح أربكان؛ نجل رئيس الوزراء التركي السابق، نجم الدين أربكان، إلى "تحالف الشعب" بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ فاجأ أربكان المجتمع التركي بقرار دخول حزبه الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المقبلة بصورة مستقلة عن أي تحالفات انتخابية.
من جانبها، استنكرت الكاتبة التركية، هلال كابلان، موقف زعيم حزب الرفاه من جديد؛ مشيرة إلى أنه كان ينبغي بنجل مؤسس حركة "ميللي غروش" الإسلامية الانضمام إلى تحالف أردوغان، خاصة في ظل الإنجازات التي حققها الرئيس التركي خلال الفترة الماضية.
وأضافت كابلان في مقالها بصحيفة "صباح" أن موقف فاتح أربكان من عدم الانضمام إلى تحالف "الشعب" بقيادة الرئيس التركي غير مبرر؛ خاصة بعدما حقق أردوغان أحلام أربكان المؤسس كافة؛ مثل إعادة آيا صوفيا مسجداً ورفع الحظر عن الحجاب وتطوير الصناعات الدفاعية التركية.
وكشفت كابلان أن رفض زعيم حزب الرفاه من جديد الانضمام إلى تحالف أردوغان جاء بعد رفض التحالف طلب فاتح أربكان بحصول حزبه على 20 مقعداً في الانتخابات البرلمانية القادمة مقابل دعم الرئيس أردوغان، وتابعت كابلان بأن هذا لا يليق بنجل الزعيم الروحي لحركة الميللي غروش.
من جانبه، انتقد رئيس تحرير موقع حرييت أحمد هاكان مطالب زعيم حزب الرفاه من جديد للانضمام إلى تحالف الرئيس التركي، وقال هاكان إن القاعدة الشعبية لحزب "الرفاه من جديد" لا تتخطى 1.5%.
وتابع هاكان في مقاله اليومي بصحيفة حرييت أنه رغم تلك النسبة الضئيلة التي قد لا تؤهل الحزب لدخول البرلمان من الأساس في ظل شرط الحصول على نسبة 7% للفوز في أي دائرة انتخابية، يطالب فاتح أربكان، بحسب الكاتب التركية، بـ20 مقعداً انتخابياً.