سارع كبار الجمهوريين، ومن ضمنهم بعض المنافسين المحتملين لدونالد ترامب في سباق الحزب للترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2024، للدفاع عنه بعدما قال الرئيس السابق إنه يتوقع إلقاء القبض عليه الأسبوع المقبل، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 19 مارس/آذار 2023.
وكان ترامب قد أعلن السبت 18 مارس/آذار، أنه سيُلقَى القبض عليه الثلاثاء 21 مارس/آذار، في قضية جنائية تتعلق بدفع مبالغ مالية سراً لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، لكن لم يكن هناك تأكيد رسمي بشأن احتمالية توجيه الاتهامات.
محاكمة ترامب "تؤرقني"
نائب الرئيس السابق مايك بنس، الذي يتوقع كثيرون أن يُطلِق في الأسابيع القادمة حملة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس، قال: "فكرة إدانة رئيس سابق للولايات المتحدة تؤرقني بشدة، مثلما تفعل لعشرات الملايين من الأمريكيين".
وتؤكد ردود الفعل هذه المخاطر السياسية التي يواجهها المنافسون المحتملون الذين يتوقون إلى إقناع الناخبين بأنَّ الوقت قد حان للانتقال من الرئيس السابق إلى مرشح جمهوري آخر، لكن يجب عليهم التعامل مع حقيقة أنه لا يزال الشخصية الأكثر شعبية في الحزب.
وحصل ترامب على دعم مماثل في الصيف الماضي بعدما فتش مكتب التحقيقات الفيدرالي منتجعه مارالاغو ضمن تحقيق بشأن تعامله مع وثائق سرية. وأثبتت حملة التفتيش أيضاً أنها مفيدة لحملة ترامب لجمع التبرعات لدعم ترشحه للرئاسة.
"انتقام سياسي"
ومن بين الذين هبّوا للدفاع عن ترامب، يوم السبت 18 مارس/آذار، كان رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، الذي قال إنَّ لائحة الاتهام المحتملة ستكون "إساءة استخدام شنيعة للسلطة من المدعي العام المحلي الذي يسمح للمجرمين العنيفين بالسير بيننا بينما يسعى للانتقام السياسي" ضد ترامب.
مكارثي قال إنه سيُوجِّه لجان مجلس النواب ذات الصلة والتي يقودها الجمهوريون، "بالتحقيق الفوري فيما إذا كانت الأموال الفيدرالية تُستخدَم لتقويض ديمقراطيتنا من خلال التدخل في الانتخابات بمحاكمات ذات دوافع سياسية". ولم يؤيد مكارثي حملة ترامب للوصول للبيت الأبيض، لكن ترامب ساعد مكارثي في تأمين منصب رئيس مجلس النواب بعد حملة مثيرة للجدل تطلبت جولات متعددة من التصويت.
"إعلان متهور"
في حين قالت سلف مكارثي في رئاسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، في بيان: "إعلان الرئيس السابق هذا الصباح متهور؛ وهو يفعل ذلك لإبقاء نفسه في دائرة الأخبار وإثارة الاضطرابات بين مؤيديه".
وأضافت بيلوسي: "لا يمكنه الاختباء من انتهاكاته للقانون وعدم احترامه لانتخاباتنا، والتحريض على العنف".
والسبت 18 مارس/آذار، نشر ترامب رسالة على منصته Truth Social، أشار فيها إلى نفسه بصيغة الغائب، قائلاً: "سيُعتقَل المرشح الجمهوري الأبرز على الإطلاق والرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل".
من جانبهم، يتأهب مسؤولو إنفاذ القانون في نيويورك أمنياً لاحتمال توجيه الاتهام إلى ترامب، لكن لم يكن هناك إعلان عام عن أي إطار زمني أو أية لائحة اتهام.
تقارير إعلامية
وفي وقت لاحق من يوم السبت 18 مارس/آذار، قال متحدث باسم ترامب ومحامٍ له إنَّ منشوره استند إلى تقارير إعلامية وليس على أي تحديث فعلي من المدعين العامين أو اتصالات معهم. وأشار منشور ترامب إلى "تسريبات غير قانونية من مكتب المدعي العام الفاسد والسياسي للغاية في مانهاتن".
إلى ذلك، قال كيفن أوبراين، المدعي العام الفيدرالي السابق والمتخصص في الدفاع الجنائي عن الموظفين ذوي الياقات البيضاء، لصحيفة The Guardian، إنه سيتعين على المدعين إثبات أنَّ ترامب أظهر "نية الاحتيال عندما قدمت شركته معلومات زائفة" عن المدفوعات لدانيلز باعتبارها نفقات قانونية إذا أرادوا توجيه أية اتهامات جنائية له، وإقامة حُجة فعلية بأنَّ المدفوعات كانت مرتبطة بتبرعات غير قانونية لحملة ترامب الانتخابية لعام 2016، وهو ما يشكل انتهاكاً لقانون انتخابات نيويورك.
وأشار أوبراين إلى أنَّ أية اتهامات جنائية ضد ترامب ستكون فوضوية ومربكة للناخبين والمحلفين المحتملين على حد سواء.
وتساءل: "كيف يمكن لهذا الرجل ترشيح نفسه للرئاسة بينما يواجه إدانة بارتكاب فعل مخادع يجعله موضع اتهام؟".