أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، الأحد 19 مارس/آذار 2023، عن اغتيال القيادي في صفوفها علي رمزي الأسود، قرب منزله في ريف دمشق، واتهمت "عملاء إسرائيليين" بتنفيذ عملية الاغتيال، مشيرةً إلى أنه سيتم دفنه في العاصمة السورية.
الحركة قالت في بيان: "تزف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذراعها العسكرية سرايا القدس (…) علي رمزي الأسود، أبو عبد الرحمن (31 عاماً)"، وهو لاجئ فلسطيني مقيم في مخيمات اللجوء في سوريا، وقد التحق مبكراً بصفوف سرايا القدس".
أشار البيان إلى أن الأسود اغتيل صباح اليوم الأحد "بجريمة غادرة على أيدي عملاء العدو الصهيوني في ريف دمشق".
من جانبه، قال مسؤول فلسطيني في حركة "الجهاد" لوكالة الأنباء الفرنسية- ولم تذكر اسمه- إن "عملية الاغتيال تمت بواسطة إطلاق النار بشكل مباشر قرب منزله" في منطقة قدسيا في ريف دمشق.
أضاف المسؤول أنه سيُصلى على جثمان "الشهيد المهندس في سرايا القدس يوم غد الإثنين، ليوارى الثرى بعد ذلك في مقبرة اليرموك الجديدة" في مخيم اليرموك.
في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "عشرات الإرهابيين قتلتهم إسرائيل خلال الشهر الماضي"، بحسب تعبيره، دون الإشارة إلى حادثة اغتيال القيادي بحركة "الجهاد" بشكل مباشر.
أضاف نتنياهو في تغريدته التي جاءت بعد الحادثة بساعات، أن إسرائيل "ستصل إلى الإرهابيين ومهندسي الإرهاب أينما كانوا"، بحسب قوله.
كان شخصان أحدهما ابن القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أكرم العجوري، قد قتلا في قصف إسرائيلي في دمشق، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
في 12 مارس/آذار 2023، قُتل ثلاثة أشخاص أيضاً جراء قصف شنته إسرائيل على مواقع عدة في وسط سوريا وغربها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما قتل في 19 فبراير/شباط 2023، 15 شخصاً جراء قصف إسرائيلي استهدف حياً سكنياً في دمشق.
كانت إسرائيل قد شنّت خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع لجيش نظام بشار الأسد، وأهدافًا إيرانيّة، وأخرى لـ"حزب الله"، بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة، ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا.
تعرّف "حركة الجهاد الفلسطينية" نفسها بأنّها "حركة إسلامية جماهيرية مجاهدة مستقلة، الإسلام منطلقها، والعمل الجماهيري الثوري والجهاد المسلح أسلوبها، وتحرير كامل فلسطين من الاحتلال الصهيوني هدفها".
لا تعترف الحركة بأي اتفاقية أو مشاريع تسوية، وتعتبرها "باطلة"، وتحديداً اتفاق أوسلو (1993) الذي شكّل محطّة فاصلة في الخلاف بين "الجهاد" وحماس، وحركة "فتح".
تهدف الحركة بحسب نظامها الأساسي إلى "تحرير كامل فلسطين، وإقامة حكم الإسلام على أرضها".
وفي حين أن حركة الجهاد لا تمتلك عدداً كبيراً من الصواريخ بعيدة المدى مثل حماس، فإنها تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الصغيرة وقذائف المورتر والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات وجناحاً مسلحاً نشطاً يُسمى سرايا القدس، هاجم الكثير من الأهداف الإسرائيلية على مر السنين.
من الصعب الحصول على أرقام حديثة حول القوة البشرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، حيث تتراوح التقديرات من العام الماضي بين حوالي 1000 إلى عدة آلاف مسلح، وفقاً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.