أكد البيان الختامي لاجتماع شرم الشيخ، الذي ضم قيادات من السلطة الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين، بحضور ممثلين عن مصر والأردن وأمريكا، الأحد 19 مارس/آذار 2032، التزام الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، بكل الاتفاقيات السابقة بينهما، ووقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، في محاولات تقودها واشنطن للتخفيف من حدة تصاعد الأحداث في الأراضي المحتلة، منذ وصول حكومة نتنياهو اليمينية وإجراءاتها التنكيلية بالفلسطينيين.
وجاء في البيان الختامي لاجتماع شرم الشيخ التأكيد على استحداث آلية للحد من "العنف والتحريض"، ومسؤولية السلطة الفلسطينية عن المسؤوليات الأمنية في المنطقة "أ" بالضفة الغربية.
كما أكد البيان الختامي عدم المساس بالوضعية التاريخية للأماكن المقدسة في القدس، والتزام إسرائيل بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر.
بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية، فإن الاجتماع استمر نحو ساعتين، وعقد بـ"أجواء إيجابية"، وأنه لم يتأثر بعملية إطلاق النار في حوارة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الاجتماع الأمني في شرم الشيخ كان "ممتازاً"، وتم الاتفاق خلاله على عقد اجتماع آخر في الأسابيع المقبلة، خلال شهر رمضان.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإنه لم تصدر قرارات جديدة عن الاجتماع في شرم الشيخ، سوى التأكيد على ما كان المشاركون قد توصلوا إليه في اجتماع العقبة الذي عقد نهاية شباط/فبراير 2023.
رفض لاجتماع شرم الشيخ
وقبل عقد الاجتماع، كانت الفصائل الفلسطينية، قد طالبت السلطة الفلسطينية بعدم المشاركة في قمة شرم الشيخ.
"الجبهة الشعبية" و"الجهاد" قالتا في بيان مشترك: "ندين بأشدّ العبارات إصرار السلطة على المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية، التي تشكّل انقلاباً على الإرادة الشعبية"، وأضاف البيان أن إسرائيل "تستغل هذه القمم واللقاءات الأمنية لشنّ المزيد من العدوان بحقّ شعبنا".
في بيان مشترك آخر، دعت أحزاب "الشعب" و"الجبهة الديمقراطية" و"فدا"، مصر والأردن إلى "إلغاء اجتماع شرم الشيخ، وعدم المضي في هذا المسار بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة".
كما طالبت الفصائل الثلاث الرئيس محمود عباس بـ"وقف المشاركة الفلسطينية في هذا الاجتماع"، وقالت إن هذه الاجتماعات "باتت ذات طبيعة أمنية منفصلة عن جوهر القضية السياسية للشعب الفلسطيني، والمتمثلة في إنهاء الاحتلال".
كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد دعت الخميس، 16 مارس/آذار 2023، السلطة الفلسطينية لعدم المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية، واستنكر متحدث الحركة حازم قاسم، في بيان "إعلان السلطة عزمها المشاركة" في الاجتماع.
كان البيان الختامي لاجتماع العقبة، قد تضمن "تأكيد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم"، كما خلص الاجتماع إلى إعلان اتفاق على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة، بما يشمل وقف الترويج للاستيطان.
غير أن إسرائيل واصلت عمليات الاقتحام في الضفة الغربية، ما أدى إلى استمرار التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
يُذكر أنه منذ مطلع 2023، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وأسفرت عن قتل الاحتلال الإسرائيلي لـ84 فلسطينياً، فيما قُتل 14 إسرائيلياً في عمليات متفرقة.