توقفت الرحلات الجوية من اليونان وإليها، وظلت السفن راسية في الموانئ الخميس 16 مارس/آذار 2026 بعد أن دخل عمال اليونان في إضراب عن العمل احتجاجاً على أبشع حادث تصادم قطارين في تاريخ البلاد والذي أودى بحياة 57 شخصاً في 28 فبراير/شباط.
والإضراب الذي دعت إليه أكبر نقابات القطاعين الخاص والعام هو الأحدث في سلسلة من الاحتجاجات منذ تصادم قطار ركاب بقطار بضائع في منطقة تيمبي بوسط البلاد، وكان على متن قطار الركاب 350 راكباً أغلبهم طلاب جامعيون.
فيما توقفت الخدمات العامة، وأغلقت المدارس الحكومية أبوابها خلال الإضراب المقرر لمدة 24 ساعة، وتعطل النقل الحضري وسط انضمام سائقي سيارات الأجرة وموظفي قطارات الأنفاق إلى الإضراب. وينظم عمال السكك الحديدية إضرابات مستمرة منذ وقوع التصادم.
فيما تظاهر المحتجون في وسط أثينا، واتهموا الحكومة المحافظة والنظام السياسي في البلاد بغض الطرف عن الدعوات المتكررة من النقابات لتحديث تدابير السلامة في السكك الحديدية.
وتعطلت جميع الرحلات الجوية بين الساعة 12:01 صباحاً ومنتصف الليل بالتوقيت المحلي (بين 10.01 و22.00 بتوقيت جرينتش)، وسيُسمح فقط برحلات الطوارئ ورحلات البحث والإنقاذ.
وتحطمت عربتا قطار واشتعلت النيران في ثالثة، عندما اصطدم قطار ركاب وقطار شحن ببعضهما في وقت متأخر من الثلاثاء 28 فبراير/شباط، بالقرب من مدينة لاريسا بوسط البلاد، على طريق ابتُلي بسنوات من تحذيرات السلامة.
وأظهر مقطع الكاميرا الأمنية كرة نار ضخمة ترتفع مئات الأقدام في الهواء فور وقوع الاصطدام؛ مما أدى إلى اشتعال النيران التي حوّلت عربتين كاملتين إلى حطام مُشتعِل.
كانت إدارة الإطفاء قد رفعت في وقت سابق، عدد القتلى إلى 47 شخصاً، مضيفةً أنَّ 57 شخصاً ما زالوا في المستشفى، 6 منهم بالعناية المركزة، بينما الكثير في عداد المفقودين.
قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في خطاب مُتلفَز: "كل شيء يُظهِر أنَّ المأساة حدثت للأسف بسبب خطأ مُفجِع"، فيما وصف حادث القطار بأنه "فظيع ولم يسبقه مثيل" في اليونان، وسيخضع لـ"تحقيقٍ كامل".
جاء البيان في الوقت الذي قُبِض فيه على مدير المحطة المُشرِف على امتداد خط السكة الحديدية بالقرب من مدينة لاريسا، ووُجِّهَت إليه تهمة القتل الخطأ الناتج عن الإهمال، بينما استقال وزير النقل كوستاس كارامانليس.