قال رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، إن بلاده قد تنضم إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في وقت مختلف عن فنلندا، مشيراً إلى أن السويد "مستعدة لهذا الأمر"، في ظل أزمة تخيم على مفاوضات يجريها البلدان مع تركيا العضو القديم في الحلف، والتي تعارض انضمام البلدين الأوروبيين.
وأكد كريسترسون أن تركيا "صاحبة القرار الأخير" فيما يخص انضمام السويد إلى الناتو، مضيفاً في تصريحات ألقاها خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة ستوكهولم، الثلاثاء 14 مارس/آذار 2023، أن تركيا لم تغير موقفها بعد فيما يخص الموافقة على انضمام السويد للحلف.
ملفان منفصلان
ويأمل البلدان الإسكندنافيان الانضمام للحلف معاً في وقت واحد، لكن تركيا باتت تنظر بملفي البلدين بشكل منفصل، وهي ترى أن فنلندا تلتزم بالشروط التي وضعتها أنقرة للموافقة؛ بخلاف السويد.
وأشار الوزير السويدي إلى احتمال انضمام فنلندا إلى الناتو قبل السويد، ما يعني أن البلدين الإسكندنافيين قد لا ينضمان للحلف معاً كما يأملان، على حد قوله.
وفي 28 يونيو/حزيران 2022، وقّعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن انضمام البلدين الأخيرين إلى الناتو بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن التعاون بملف مكافحة الإرهاب، وفي إطار المذكرة تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 أغسطس/آب 2022 بمدينة فانتا الفنلندية.
وتطالب تركيا السويد بالتعاون والإقدام على خطوات ملموسة في مسألة تسليم "إرهابيين" مطلوبين لأنقرة، بدلاً من الاكتفاء بـ"الكلام المعسول"، بحسب تصريح لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
اجتماع ثلاثي في أجواء "إيجابية"
وفي 9 مارس/آذار الجاري، عقدت تركيا اجتماعاً ثلاثياً مع السويد وفنلندا بمقر حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية، وذلك بعد تأجيله مطلع العام الجاري احتجاجاً من قبل أنقرة على حرق نسخة من المصحف الكريم قرب سفارتها في ستوكهولم.
وعقب الاجتماع الأخير، أعلن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن اجتماع الآلية المشتركة الدائمة بين البلدان الثلاثة "جرى في ظل أجواء إيجابية"، مشيراً إلى أن الوفد التركي المشارك في الاجتماع ضم مسؤولين من وزارات العدل والخارجية والدفاع والداخلية وجهاز الاستخبارات.
أضاف قالن: "بشكل عام أستطيع أن أقول إن الاجتماع جرى في أجواء إيجابية، وقد أكدنا بشكل خاص لنظرائنا السويديين والفنلنديين مرة أخرى هواجس تركيا الأمنية وتطلعاتها التي نعبر عنها حتى اليوم".
وقال إن مخاوف تركيا الأمنية هي في الوقت ذاته مخاوف الناتو الأمنية، وأشار إلى أن تركيا تأخذ المخاوف الأمنية لدول الناتو الأخرى والدول الصديقة والحليفة غير العضوات على محمل الجد، وتتخذ خطوات فورية ودون تردد ضد التهديدات التي تواجه هذه الدول، "وفي المقابل، من حق تركيا الطبيعي أن تنتظر من الحلفاء والدول الصديقة الأخرى أن تتخذ خطوات مماثلة فيما يتعلق بمخاوفها الأمنية" بحسب قالن.
وأوضح أن الاجتماع ناقش مرة أخرى في هذا الصدد نشاط تنظيمي "بي كي كي/واي بي جي" و"غولن" الإرهابيين في السويد وفنلندا، مشيراً إلى أن الوفد التركي رحّب ببعض الخطوات التي اتخذها البلدان لمعالجة الوضع، "إلا أن العملية لم تنته بعد".
وأكد أن الوفد التركي طرح من جديد تطلعات أنقرة بشأن اتخاذ السويد وفنلندا الخطوات القضائية والإدارية والاستخبارية اللازمة لمنع تمويل الإرهاب والترويج له والتجنيد والتحريض على العنف على وجه الخصوص.
كما لفت إلى أنه لدى تحقيق تقدم في هذا الأمر، فإن ذلك سينعكس على عملية ضم البلدين، وأن أي تأخير أو مماطلة من شأنها أن تطيل العملية، مضيفاً أن الوفد السويدي أبلغهم أن الحكومة صدّقت اليوم على مسودة قانون مكافحة الإرهاب، وأنه من المنتظر ألا يواجه عوائق كبيرة في البرلمان السويدي، لافتاً أن أنقرة ستتابع هذه العملية عن كثب.