قال متحدث باسم الحكومة الباكستانية وشهود إن معارك ضارية وقعت، الثلاثاء 14 مارس/آذار 2023، بين الشرطة وأنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان أمام منزله في مدينة لاهور بشرق البلاد، قبل اعتقاله المحتمل أدت إلى إصابة عدة أشخاص من الجانبين، وانهالت الشرطة على أنصار خان بالهراوات وقذائف الغاز المسيل للدموع.
حيث قال أمير مير المتحدث باسم الحكومة لرويترز، إن بضع مئات من أنصار خان تجمعوا أمام منزله بعد وصول فريق من الشرطة من إسلام آباد لاعتقاله؛ بناء على أمر قضائي.
أضاف مير أن أعضاء حزب خان (حركة الإنصاف) كانوا البادئين بالعنف الذي أدى إلى إصابة عدد من مسؤولي الشرطة، وقال: "إذا ضمن عمران خان مثوله أمام المحكمة فسيكون ذلك جيداً، وإلا فسيأخذ القانون مجراه".
عمران خان يدعو أنصاره للدفاع عن القانون
في المقابل، دعا خان أنصاره إلى الدفاع عن سيادة القانون والنضال من أجل الاستقلال الحقيقي. وقال في بيان مصور على حسابه على تويتر: "جاءت الشرطة لاعتقالي واقتيادي إلى السجن.. إذا حدث لي شيء ما أو زجوا بي في السجن أو قتلوني، فعليكم إثبات أن هذه الأمة ستستمر في النضال حتى بدون عمران خان".
فيما قال مير إن الحكومة استدعت القوات شبه العسكرية للسيطرة على الوضع. وأفاد شهود بأن عدداً من أنصار خان أصيبوا عندما لجأت الشرطة إلى استخدام قذائف الغاز المسيل للدموع.
من جانبه، قال نائب المفتش العام للشرطة سيد شاه زاد نديم للصحفيين: "جئنا إلى هنا فقط امتثالاً لأمر المحكمة". وأضاف أن أعضاء الحزب بدأوا برشق الشرطة بالحجارة والطوب، لتفرقهم الشرطة بمدافع المياه والهراوات.
لقطات فيديو توثق الاشتباكات
أظهرت لقطات بث تلفزيوني مباشر أنصار خان يستخدمون المقاليع ويهاجمون الشرطة بالطوب والعصي. وقال شاه محمود قريشي، مساعد خان، للصحفيين: "ما نفهمه هو أن الشرطة لا يمكنها اعتقال عمران خان؛ لأنه حصل من محكمة عليا على كفالة توفر له الحماية".
في سياق متصل، أصدرت المحكمة في إسلام آباد مذكرة الاعتقال في قضية يواجه فيها خان تهمة بيع هدايا حكومية دون سند من القانون، بينما كان في السلطة من 2018 حتى 2022، بحسب ما ذكر معاونه فؤاد تشودري لرويترز.
في حين واجه رئيس الوزراء السابق عدة قضايا منذ الإطاحة به في أوائل العام الماضي في تصويت برلماني على الثقة. وطالب خان في تجمعات احتجاجية في أنحاء البلاد بإجراء انتخابات مبكرة، وهي خطوة رفضها خلفه شهباز شريف، قائلاً إن الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر في وقت لاحق من العام. وأصيب خان بطلق ناري في أحد هذه التجمعات.
الشرطة حاولت اعتقال عمران خان
كانت الشرطة الباكستانية، قد وصلت الأحد 5 مارس/آذار 2023، إلى مقر رئيس وزراء البلاد السابق، عمران خان، في حي زمان بارك بمدينة لاهور شمال غربي البلاد، بهدف اعتقاله، بعد اتهامه بـ"شراء وبيع هدايا من شخصيات أجنبية".
جاء ذلك بحسب ما أوردته وكالة الأناضول التركية الرسمية، فيما أشارت شرطة إسلام آباد إلى أن رئيس الوزراء السابق لم يكن في مقر إقامته عندما جاءت الشرطة لاعتقاله.
كان خان قد تلقى في بداية شهر مارس/آذار 2023، مذكرة توقيف غير قابلة للإفراج بكفالة، بسبب عدم مثوله أمام المحكمة على خلفية ما عُرف بقضية توشاخانا أي (مستودع الهدايا).
كما واجه خان، اتهامات بأنه "باع بشكل غير قانوني هدايا الدولة التي تلقاها من رؤساء دول أخرى عندما كان في السلطة، كما اتهم بإخفاء الأموال التي حصل عليها من بيع تلك الهدايا".
يأتي هذا فيما تشهد العلاقات بين خان والسلطات الحاكمة توتراً كبيراً، وكان خان قد نجا من محاولة اغتيال، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، استهدفته أثناء وجوده بين أنصاره في مسيرة نظّمها بإقليم البنجاب، تعرّض خلالها لإصابات طفيفة، بينما قُتل شخص وأصيب 6 آخرون، بينهم عضو مجلس الشيوخ عن حزب "تحريك إنصاف" فيصل جاويد.
رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان / gettyimages
في حين يواجه خان، رئيس الوزراء الوحيد في البلاد الذي أطيح به من خلال التصويت على حجب الثقة في تاريخ باكستان السياسي المتقلب الممتد 75 عاماً، عدداً كبيراً من القضايا المرفوعة ضده، تتراوح من الإرهاب إلى محاولة القتل وغسيل الأموال، وتم رفع معظم القضايا، التي يصفها لاعب الكريكيت السابق بأنها "صورية"، بعد الإطاحة به.
يُذكر أنه منذ الإطاحة به في اقتراع لحجب الثقة داخل البرلمان في أبريل/نيسان 2022، يدعو خان حكومة شهباز شريف إلى إجراء انتخابات مبكرة، لكن الأخيرة قالت إن الانتخابات المقبلة ستعقد في موعدها المقرر أواخر 2023.