اندلعت اشتباكات بين كتيبتي "أسود تاجوراء" و"رحبة الدروع" في منطقة تاجوراء، شرقي العاصمة الليبية طرابلس، مساء الأحد 12 مارس/آذار 2023، حيث تشهد المنطقة لليوم الثاني على التوالي حالة من التوتر.
من جهتها ذكرت وسائل إعلام محلية أن تاجوراء تشهد الآن هدوءاً حذراً بعد تجدد اشتباكات مسلحة في عدد من شوارع المنطقة، عقب مقتل مسلحين اثنين بمواجهات بين الكتيبتين السبت شرقي طرابلس.
في الأثناء، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ "حالة النفير القصوى لكل مكاتب إسعاف طرابلس الكبرى"، مطالباً المواطنين بعدم التسرع والخروج إلى مناطق الاشتباك.
أجواء مشحونة في طرابلس الليبية
في المقابل، تشهد منطقة منطقة تاجوراء الساحلية في طرابلس غربي ليبيا أجواء مشحونة جراء اندلاع مواجهات ميليشيات "رحبة الدروع" و"أسود تاجوراء" على خلفية الصراع على النفوذ في العاصمة. وأفادت وسائل إعلامية ليبية بأن 5 مسلحين تابعين لميليشيا رحبة الدروع قتلوا على يد آخرين من ميليشيا أسود تاجوراء إثر مناوشات وقعت بشارع شيل الزروق وقرب معسكر النعام، لم يعرف بعد سببها، مبينة أن من بين القتلى أحد أقرباء القائد الميليشياوي البارز آمر ميليشيا 51 مشاة بشير خلف الله.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الأطراف السياسية الليبية إلى الاستجابة لمبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، وأن يكونوا جزءاً من كسر الجمود السياسي في البلاد.
جاء ذلك في تغريدة نشرها حساب السفارة الأمريكية لدى ليبيا على موقع تويتر، السبت، عقب إعلان باتيلي في اليوم ذاته تفاصيل مبادرته الجديدة الهادفة لإجراء انتخابات في 2023.
قال نورلاند: "أحثّ الأطراف السياسية الليبية على الاستماع إلى ملاحظات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باتيلي والنظر في كيفية أن يكونوا جزءاً من حل يكسر الجمود السياسي".
في حين كشف باتيلي، خلال مؤتمر صحفي بطرابلس، تفاصيل مبادرته الهادفة لحل الأزمة الليبية وإجراء انتخابات خلال 2023، بعد نحو أسبوعين على إعلانه عنها في 27 فبراير/شباط 2023 خلال إحاطة بمجلس الأمن الدولي. وقال إن مبادرته "تهدف إلى توسيع الحوار والجمع بين الأطراف الليبية لتمكينها من تجاوز الركود الحالي وقيادة البلاد نحو الانتخابات".
الدبيبة يدعم المبادرة
في حين أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، دعم مبادرة باتيلي، كما قال رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، إن لدى المجلس الإرادة السياسية القوية لإجراء الانتخابات.
فيما لم يصدر أي تعليق حول تفاصيل مبادرة باتيلي من مجلس النواب الليبي أو الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا حتى الساعة (8.45 تغ).
جدير بالذكر أن ليبيا تعيش أزمة سياسية متمثلة في صراع بين حكومة كلفها مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.
وفق مبادرة أممية سابقة أجرى مجلسا النواب والدولة مفاوضات لنحو عام للتوافق على قاعدة دستورية تقود إلى انتخابات، إلا أن تلك المفاوضات تعثرت، الأمر الذي دعا باتيلي لإعلان مبادرته الجديدة.