طالب عضو الكنيست تسفي سوكوت، من حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف، بمصادرة كامل الأموال التي جُمِعَت من أجل الفلسطينيين الذين أصبحوا ضحايا عنف المستوطنين في بلدة حوارة، والتي سبق أن دعا وزير المالية في حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى محوها، ما أثار ردود أفعال دولية غاضبة.
صحيفة Jerusalem Post، الإسرائيلية، قالت السبت، 11 مارس/آذار 2023، إن طلب سوكوت جاء في أعقاب إطلاق الناشط اليساري، يايا فينك، حملة لجمع تبرعات من أجل الفلسطينيين في حوارة، ونجح فينك في جمع أكثر من 1.5 مليون شيكل من أجلهم، بعد وقتٍ قصير من إحراق المستوطنين العديد من سيارات ومنازل البلدة.
وجّه سوكوت تساؤلاته إلى وزارة الدفاع، مطالباً الوزارة بالحرص على عدم وصول الأموال المجمّعة إلى أيدي من وصفهم بـ"الإرهابيين وداعمي الإرهاب"، بحسب تعبيره.
سوكوت قال إن "جمع الأموال وتحويلها إلى الإرهابيين المُفرَج عنهم وداعمي الإرهاب يمثل انتهاكاً للقانون. نحن نعيش في دولة قانون. ويجب على الأشخاص المهتمين بإنشاء حملات، وجمع الأموال من العامة لدعم عرب حوارة، أن يلتزموا بقوانين البلاد، بغض النظر عن دوافعهم"، بحسب تعبيره.
أضاف عضو الكنيست المتطرف: "إذا لم تكن الأموال مراقبة، أو إذا كان هناك سبب قلق منطقي من تحويلها إلى الإرهابيين، فسوف نطالب وزارة الدفاع بمصادرة تلك الأموال".
كان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، المسؤول عن الإدارة المدنية لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، قد قال إن إسرائيل يجب عليها "محو" القرية في أعقاب الهجوم، واعتبر في تصريحات له يوم 1 مارس/آذار 2023، أن "الدولة تحتاج أن تفعل الأمر، وليس المواطنين العاديين".
أدانت الولايات المتحدة تعليقات سموتريش، ووصفتها بـ"البغيضة وغير المسؤولة والمثيرة للاشمئزاز". كذلك دعا نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين الآخرين إلى التنصّل "علناً وبكل وضوح" من تعليقات الوزير، وادعى سموتريش لاحقاً أن تعليقاته كانت "زلة لسان"، بحسب زعمه.
كانت بلدة حوارة قد شهدت في 26 فبراير/شباط 2023، هجمات غير مسبوقة شنّها مستوطنون، أسفرت عن وفاة فلسطيني، وإصابة عشرات آخري، وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.
شهود عيان من السكان قالوا إنهم لم يشهدوا عنفاً واسع النطاق بهذه الدرجة من قبل، رغم أن الاشتباكات في حوارة مستمرة منذ سنوات، وأثار عنف المستوطنين في البلدة الفلسطينية إدانات جماعية في أرجاء العالم، بحسب صحيفة Jerusalem Post الإسرائيلية.
في هذا السياق، كان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قد قال خلال زيارته لإسرائيل يوم الخميس، 9 مارس/آذار 2023، إن الولايات المتحدة "منزعجة بشكل خاص" من عنف المستوطنين، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال سكان حوارة وقرى مجاورة إنهم يشعرون بالعجز في مواجهة الهجمات المتزايدة من جانب المستوطنين، في ظل عدم تلقيهم حماية من الجيش الإسرائيلي أو قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، سجل 849 هجوماً شنّها مستوطنون العام الماضي، أسفرت عن ضحايا أو أضرار في الممتلكات في أنحاء الضفة الغربية، وهو أعلى عدد يعلنه المكتب منذ أن بدأ رصد الهجمات في عام 2005.
يُشار إلى أن أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية، والمستوطنون الذين يعيشون حول نابلس هم من بين أكثر المستوطنين تشدداً، ويرى كثيرون منهم أنهم يمارسون حقاً توراتياً في الضفة الغربية، التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقبلية عليها، بحسب زعمهم.