أبدى وزير الإعلام اللبناني السابق والإعلامي جورج قرداحي، السبت 11 مارس/آذار 2023، فرحه بتوقيع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين كل من السعودية وإيران بوساطة صينية، بعد أكثر من 7 سنوات على انقطاعها.
حيث كتب جورج قرداحي، في حسابه عبر تويتر: "أطيب التحيات لكلٍّ من دولتي إيران والسعودية، وألف مبروك اتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما برعاية الرئيس الصيني". وأضاف قرداحي: "بكل صدق ومحبة، وصلني حقي.. شكراً".
جورج قرداحي يسبب أزمة بين لبنان والسعودية
جيدر بالذكر أن قرداحي كان وزيراً للإعلام في الحكومة اللبنانية، وقد تسببت تصريحات له في أزمة دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية ولبنان نتيجة تداول مقطع فيديو من لقاء تلفزيوني مُسجل معه.
ففي الفيديو الذي جرى تناقله في أكتوبر/تشرين الأول 2022، قال قرداحي إن حرب اليمن "عبثية"، ما أدى إلى سحب السعودية ودول خليجية سفراءها من لبنان. في وقت لاحق، قدم قرداحي استقالته من الحكومة. وقال قرداحي في معرض إجاباته إن "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم أمام عدوان خارجي".
كذلك وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن ما تفعله السعودية والإمارات هو اعتداء على اليمن قال: "إن هناك اعتداء بالتأكيد وإن الحرب في اليمن حرب عبثية يجب أن تتوقف".
التصريح خلق أزمة سياسية ودبلوماسية رغم أن الحلقة التي ورد فيها كانت في شهر أغسطس/آب 2022، قبل أن يتولى قرداحي وزارة الإعلام في لبنان. لكن كثيرين تعاملوا معها باعتبارها في النهاية تعبر عن موقف شخص هو الآن وزير في حكومة لبنان، الذي تربطه علاقة وثيقة ومصالح مشتركة مع السعودية والإمارات، لذلك أثار التصريح لغطاً كبيراً ووجد تفاعلاً شعبياً واستوجب توضيح مواقف رسمياً.
رد فعل قوي من السعودية
في المقابل، استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني في الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي التي وصفتها بالمسيئة تجاه المملكة ودول "تحالف دعم الشرعية في اليمن". وجاء في المذكرة أن تصريحات قرداحي قد تترتب عنها تبعات على العلاقة بين البلدين.
كذلك فقد كان مجلس التعاون الخليجي قد رفض تصريحات قرداحي "جملة وتفصيلاً"، وقال إنها "تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث"، وطالب المجلس الدولة اللبنانية بتوضيح موقفها.
أما على الجانب الرسمي اللبناني، فقد أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بياناً تقول فيه إن الكلام "الشخصي" الذي صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً "لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبّر عنه رئيسها في البيان الصادر بالأمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب".
في حين نشر جورج قرداحي عبر حسابه سلسلة تغريدات رد فيها على الجدل الذي أثارته تصريحاته، واصفاً إياه بـ"الحملة التي تقف خلفها جهات أصبحت معروفة" كما كتب.
قال قرداحي: "لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الإمارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء"، مضيفاً أن ما قاله صدر "عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما" .
بعد التغريد، عقد قرداحي مؤتمراً صحفياً، الأربعاء، أعاد فيه توضيح ما قاله. وقال إن أي تصريح سابق له بشأن أي قضية أو بلد لا يمثل الحكومة اللبنانية وإنه الآن، وقد أصبح وزيراً، "ملتزم بموقف وبيان المجلس الوزاري".
بسؤاله عما إذا كان سيستجيب للدعوات له بالاستقالة، قال قرداحي إنه الآن "جزء من حكومة متكاملة متراصة لا يمكن (ه) فيها اتخاذ قرار منفرد". وأردف: "لا يجوز أن نكون (في لبنان) عرضة للابتزاز". ورفض قرداحي الاعتذار مصراً على أنه "لم يخطئ بحق أحد".
لكن مع واشتداد الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ودول الخليج من طرف ولبنان من طرف آخر، اضطر جورج قرداحي إلى تقديم استقالته من منصبه كوزير للإعلام والرحيل عن الحكومة رفعاً للحرج عنها.