بعد إعلان المملكة العربية السعودية وإيران عن التوصل إلى اتفاق، الجمعة 10 مارس/آذار 2023، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، أكد محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيين)، أن المنطقة "بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها".
كما قال عبد السلام، دون ذكر الاتفاق السعودي الإيراني صراحة، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن "المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها، تسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيوأمريكية، التي عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن".
استئناف العلاقات بين إيران والسعودية
يأتي ذلك بعد إعلان كل من إيران والسعودية اتفاقهما، الجمعة، على استئناف العلاقات بعد قطيعة استمرت سنوات، وهددت الاستقرار والأمن بالخليج، وساعدت في تأجيج الصراعات بالشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا. وجاء الإعلان عن الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بعد محادثات لم يعلن عنها من قبل، استمرت أربعة أيام، في بكين، بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين.
ذكر بيان صادر عن إيران والسعودية والصين، أن طهران والرياض "اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدةٍ أقصاها شهران". وأضاف أن "الاتفاق يتضمن تأكيدهما احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
في حين قطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها بطهران في أثناء خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعياً.
كانت السعودية حمّلت إيران المسؤولية في السنوات القليلة الماضية، عن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على منشآت نفطية بالمملكة في 2019، وكذلك هجمات على ناقلات في مياه الخليج. ونفت إيران الاتهامات.
كذلك فكثيراً ما نفذت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة عبر الحدود على السعودية التي تقود تحالفاً يقاتل الحوثيين، وفي 2022 اتسع نطاق الضربات إلى الإمارات.
في حين وقَّع اتفاق اليوم كل من علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني السعودي، واتفق خلاله البلدان على إعادة تفعيل اتفاقية للتعاون الأمني تعود لعام 2001، إضافة إلى اتفاقية أخرى سابقة للتجارة والاقتصاد والاستثمار.
الاتفاق انتصار للسلام
من جانبه وصف وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، الاتفاق بأنه انتصار للحوار والسلام، مضيفاً أن بكين ستواصل لعب دور بنّاء في تسوية القضايا العالمية الصعبة.
كما ذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، أن السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة. وأوضح أن واشنطن أيدت هذه العملية باعتبار أنها تسعى لإنهاء الحرب في اليمن.
فيما قال: "لا يتعلق الأمر بالصين. ندعم أي جهود من شأنها تخفيف حدة التوترات في المنطقة. نعتقد أن هذا في مصلحتنا، وهو شيء عملنا عليه من خلال مزيجنا الفعال من الردع والدبلوماسية".
إلى ذلك فقد توترت العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عهد بعيد، بين السعودية والولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، بسبب سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان والحرب في اليمن، وفي الآونة الأخيرة بسبب علاقاتها مع روسيا وسياسة أوبك+ بشأن إنتاج النفط.
في المقابل، سلطت الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس شي جين بينغ للسعودية قبل ثلاثة أشهر، الضوء على العلاقات المتنامية للمملكة مع الصين. وجاء إعلان الاتفاق في اليوم نفسه الذي فاز فيه شي بفترة رئاسية ثالثة وسط مجموعة من التحديات.