حذر البنتاغون من أن تعزز موسكو تحالفها مع بكين من خلال تسليم اليورانيوم عالي التخصيب، الذي يمثل الوقود لسباق الصين نحو مضاهاة الترسانة النووية للولايات المتحدة، ويسعى القادة العسكريون للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تحقيق التكافؤ النووي مع واشنطن، من خلال زيادة عدد الرؤوس النووية من 350 إلى 400، وصولاً إلى 1500 رأس بحلول عام 2035.
صحيفة The Times البريطانية قالت إن هذا المجموع سيعادل تقريباً الترسانة النووية الاستراتيجية للولايات المتحدة، التي تحصرها معاهدة "نيو ستارت" عند 1550 رأساً حربياً، وهي المعاهدة الوحيدة المتبقية للحد من الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا، التي أعلن الرئيس بوتين أنها يمكن الانسحاب منها.
شراكة روسيا والصين تقلق أمريكا
فيما قال جون بلامب، مساعد وزير الدفاع الأمريكي لسياسات الفضاء، إنَّ الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين تسهم بدور حاسم في جعل هذا الهدف المتوقع ممكناً، وأضاف بلامب، أمام لجنة بالكونغرس، أنَّ الإمداد المنتظم من اليورانيوم المُخصَّب إلى الصين، الذي قدمته شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية الحكومية، يُستخدَم في مفاعلات التوليد السريع في الصين لإنتاج البلوتونيوم للأسلحة. مشيراً إلى أنه "من المقلق للغاية رؤية روسيا والصين تتعاونان في هذا الشأن".
وتابع مساعد وزير الدفاع: "ربما يخوضون نقاشات حولها، لكن لا يمكن الالتفاف حول حقيقة أنَّ المفاعلات المولدة هي البلوتونيوم، والبلوتونيوم مخصص للأسلحة، وهو يتطابق مع مخاوفنا بشأن التوسع الصيني المتزايد لقواتها النووية؛ لأنك بحاجة إلى البلوتونيوم لتطوير مزيد من الأسلحة".
عين أمريكا على النووي
وتعمل الصين على بناء مفاعلَي استنسال سريع في جزيرة تشانغبياو، في مقاطعة فوجيان، وتقع الجزيرة على بعد 136 ميلاً (218.8 كيلومتر) من الساحل الشمالي لتايوان. واكتمل المفاعل الأول، وسيبدأ تشغيل المفاعل الثاني في عام 2026.
فيما تقول الصين إنَّ المفاعلات مدنية، وكل منها قادر على توليد 600 ميغاوات من الكهرباء. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أنها يمكن أن تُنتِج أيضاً ما يصل إلى 200 كيلوغرام من البلوتونيوم المُستخدَم في صنع الأسلحة كل عام. وسيكون هذا كافياً لتطوير نحو 50 رأساً نووياً.
ووفقاً لتقنية الاستنسال السريع، يُغلَّف البلوتونيوم بـ"يورانيوم-238″ وقصفه بالنيوترونات التي تنتج البلوتونيوم 239، وهو وقود القنابل النووية. وحذّر البنتاغون من أنَّ الصين تبني مئات الصوامع الجديدة لإيواء الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ولديها بالفعل قاذفات صواريخ باليستية عابرة للقارات، وأرضية، ومتحركة، أكثر من الولايات المتحدة. بينما إجمالي ما تمتلكه الولايات المتحدة، الذي تحدّده أيضاً المعاهدات الدولية، هو 400 صاروخ "مينيوتمان 3" العابر للقارات، موزعة بين 450 قاذفة تشغيلية.
وفي إشارة واضحة إلى الصين، قال مساعد وزير الدفاع في أمريكا لسياسات الفضاء جون بلامب، إنَّ منافسيهم يطورون مجموعة من القدرات للوصول إلى الولايات المتحدة، من "بالونات عالية الارتفاع لجمع المعلومات الاستخبارية إلى الأسلحة النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت".
كما أضاف بلامب: "في حين أنَّ الحالة النهائية لتوسيع القوة النووية لجمهورية الصين الشعبية لا تزال غير مؤكدة، فإنَّ مسار هذه الجهود يشير إلى تطوير ترسانة نووية كبيرة ومتنوعة، تتمتع بدرجة عالية من القدرة على البقاء والموثوقية والفاعلية، وتعكس عقيدة مبهمة دائماً" وتابع: "يمكن أن يوفر هذا لجمهورية الصين الشعبية خيارات جديدة للاستفادة من الأسلحة النووية لأغراض الإكراه قبل أية أزمات أو صراعات، أو أثنائها، بما في ذلك الاستفزازات العسكرية ضد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة".
وخلُص أحدث تقرير استخباراتي سنوي لتقييم التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة المُقدَّم إلى الكونغرس، إلى أنَّ الصين ستحافظ على تعاونها مع روسيا، ضمن التحدي الاستراتيجي ضد الولايات المتحدة. وتوقع التقرير أن يستخدم الرئيس الصيني كل الوسائل لتقويض النفوذ الأمريكي في العالم.
أمريكا قلقة من الصين
وفي وقت سابق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، إن الصين توسع قوتها النووية وهي في طريقها لمضاعفة عدد الرؤوس الحربية التي بحوزتها أربعة أضعاف بحلول عام 2035، ما يسد الفجوة مع الولايات المتحدة بسرعة.
وقالت الوزارة في تقريرها السنوي إن الصين تمتلك حالياً نحو 400 رأس حربي نووي وقد يزداد العدد إلى 1500 بحلول عام 2035، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس، بالمقابل، تمتلك الولايات المتحدة حالياً 3750 رأساً حربياً نووياً نشطاً.
يعتمد التقرير، وفق الوكالة، على تحذير الجيش الأمريكي من أن الصين توسع قوتها النووية بشكل أسرع بكثير مما توقعه المسؤولون الأمريكيون، ما يسلط الضوء على الحشد الواسع والمتسارع للقوة العسكرية المصممة لتمكين بكين من مجاراة أو تجاوز القوة العالمية للولايات المتحدة بحلول منتصف القرن.