قال رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفين مكارثي، إنه لا يعتزم زيارة أوكرانيا، رافضاً دعوة وجهها له الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة بلاده، وذلك خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، من المقرر بثها في وقت لاحق، الأربعاء 8 مارس/آذار 2023.
ورداً على سؤال حول دعوة زيلينسكي، قال مكارثي لشبكة (سي.إن.إن)، إنه لا يحتاج للسفر إلى أوكرانيا، وسيحصل على المعلومات بطرق أخرى.
وطلب زيلينسكي من مكارثي، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، الاطلاع بنفسه على الوضع في أوكرانيا، قائلاً: "على السيد مكارثي أن يأتي إلى هنا ليرى كيف نعمل، وما يحدث هنا… ثم بعد ذلك ضع افتراضاتك".
"لا شيكات على بياض"
يأتي ذلك على خلفية "انقسام" في الحزب الجمهوري حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة الاستمرار في تقديم المساعدات إلى كييف التي تتعرض لهجوم روسي منذ عام.
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة نحو 32 مليار دولار لأوكرانيا منذ غزو القوات الروسية لها في 24 فبراير/شباط 2022، لكن بعض الجمهوريين من اليمين المتطرف يعترضون على إرسال المزيد، وفق رويترز.
وقال مكارثي خلال المقابلة إنه يدعم أوكرانيا لكنه لا يؤيد "شيكات على بياض"، في إشارة إلى المساعدات العسكرية الكبيرة التي ترسلها واشنطن إلى كييف.
دعم أمريكي غير محدود
بعد مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، لا تزال الولايات المتحدة تتصدر العالم في المساعدات المرسلة إلى أوكرانيا، وفقاً لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، الذي تتبع أكثر من 150 مليار دولار من المساعدات المختلفة لأوكرانيا من يناير/كانون الثاني 2022 حتى منتصف يناير/كانون الثاني من هذا العام.
وتجاوزت الالتزامات الأمريكية، وضمن ذلك المساعدات المالية والإنسانية والعسكرية، 70 مليار دولار، أي أكثر من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمؤسسات مجتمعةً، والتي تقترب من 55 مليار دولار.
يقول تقرير لمركز statista الأمريكي إن أوكرانيا تلقت خلال حربها الحالية ضد روسيا أضخم مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تفوق قيمتها 46 مليار دولار، وذلك إلى غاية منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2023.
واستناداً إلى معدل التكلفة السنوية لسنة 2022، مقارنةً بالحروب الأخرى التي انخرطت فيها الإدارة الأمريكية، فإن حجم الإنفاق العسكري على أوكرانيا كان واضحاً.
إذ تجاوزت قيمة المدفوعات إلى أوكرانيا حجم الإنفاق العسكري السنوي للولايات ىالمتحدة خلال حربها في أفغانستان، من سنة 2001 إلى غاية 2010، بحسب معهد كيل للاقتصاد العالمي، ومقره ألمانيا، علماً أن التكلفة العسكرية الأمريكية لحروب فيتنام والعراق وكوريا كانت أعلى بكثير.
ومنذ بداية الحرب، شملت المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا معدات عسكرية متنوعة وذخيرة مدفعية ورادارات وألغاماً وأسلحة مضادة للأفراد وللدبابات وطائرات مسيَّرة وصواريخ أرض-جو، ومدرعات ومدافع وغيرها من الأسلحة.
انتقادات الجمهوريين
وتأتي تدفقات المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا وسط انتقادات شديدة ومعارضة من داخل صفوف الجمهوريين، إذ أعلن بعض أعضاء هذا الحزب في الكونغرس أنهم يعتزمون وقف المساعدات إلى أوكرانيا.
وقال النائب الجمهوري تشيب روي، من تكساس، بقاعة مجلس النواب في يناير/كانون الثاني الماضي: "يجب أن نكون هنا لإجراء هذا النوع من المحادثات حول أوكرانيا ودعمها مع هذا العدد الكبير من الأشخاص في المجلس".
وقال روي إن الكونغرس يجب أن يناقش 45 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا الطارئة التي أقرها المشرّعون كجزء من مشروع قانون التمويل الحكومي في يناير/كانون الثاني، وضمن ذلك 27.9 مليار دولار لوزارة الدفاع الأمريكية، لإرسال أسلحة إضافية إلى كييف وإعادة ملء مخزونات الأسلحة الأمريكية التي أرسلتها واشنطن بالفعل.
ومع ذلك، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن غداة زيارته الأخيرة لكييف، التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم مجهود أوكرانيا الحربي، وقال خلال وجوده في العاصمة البولندية وارسو: "إن الأمر لا يتعلق بالحرية في أوكرانيا فقط، وإنما يتعلق أيضاً بالديمقراطية بشكل عام"، حسب تعبيره.