احتج أعضاء من "حزب السعادة" المحافظ والمعارض في تركيا، على ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية، وإعلان ترشيحه من أمام مقر حزبهم، واصفين ذلك بأنه "يوم أسود بتاريخ الحزب"، بحسب بيان صدر عنهم، الخميس 9 مارس/آذار 2023.
حيث نشر الأعضاء الذين شكلوا أواخر العام الماضي، ما يعرف بـ"هيئة اتفاق هيمانا" بياناً عبر الحساب الرسمي للهيئة، موقعاً باسم رئيسها حسن يشار، معتبرين أن ما حدث يوم 6 مارس/آذار (إعلان ترشيح كليجدار أوغلو) والشعارات المرفوعة خلال ذلك "بمثابة إهانة" لهم.
يشار إلى أن "هيئة اتفاق هيمانا" أُنشئت قبيل انعقاد مؤتمر كبير للحزب في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على يد أعضاء بحزب السعادة يرفعون شعار "ميللي غوروش" (الرؤية الوطنية)، وهي حركة أسسها السياسي المحافظ الراحل نجم الدين أربكان مؤسس حزب السعادة.
واعتبر البيان أن محاولة إدارة حزب السعادة فرض تقبّل الصور والشعارات "المؤسفة" المرفوعة أمام مقر الحزب "بمثابة إنكار لقضيتنا التي مضى عليها نصف قرن".
يُذكر أن أنصار حزب الشعب الجمهوري رفعوا صور مؤسس حزبهم ومؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، ورددوا شعارات عدة من قبيل "يعيش مصطفى كمال باشا"، من أمام مقر حزب السعادة احتفالاً بإعلان كليجدار أوغلو مرشحاً عن الطاولة السداسية، التي يعتبر حزب السعادة أحد أعضائها الستة.
"خيانة" القضية
في السياق ذاته، ذهب البيان إلى ما أبعد من ذلك، حيث اعتبر أن الإدارة الحالية للحزب "خانت قضيتها وفقدت شرعيتها في نظر الشعب"، كما عبّر أعضاء الهيئة عن "فقدانهم الأمل" في إدارة الحزب الحالية.
أضاف البيان: "تحولت إدارة حزب السعادة بهذا الوضع إلى مقر يجمع الأحزاب التي حاربت معتقدات الأمة وقيمها وثقافتها وتاريخها"، مشيراً إلى أن "الطريق الذي اتخذته إدارة الحزب والقرار الذي صدر عنها لا يمثلان حركة الرؤية الوطنية وأعضاءها الأنقياء".
في الوقت ذاته، رأت الهيئة الحزبية أن غالبية أعضاء تشكيلات الحزب "لا توافق إطلاقاً" على قرار إدارة حزب السعادة، كما اعتبرت أن القرار لن يكون له تأثير إيجابي على طاولة الأحزاب الستة.
وختم البيان بالتأكيد للرأي العام أن الهيئة "لا تعترف بقرار إدارة حزب السعادة بالموافقة على ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو"، وأضاف: "من الآن فصاعداً لا نعتبر أي كلام أو قرار صادر عن إدارة حزب السعادة ملزماً لنا".
كما لفت البيان إلى أن أعضاء الهيئة سيجتمعون بعد إعلان موعد الانتخابات بشكل رسمي، عبر دعوة الشخصيات المنزعجة من سير الحزب بهذا الاتجاه، بهدف تحديد المسار اللازم اتباعه في الانتخابات "عبر مشاورة واسعة".
ومن المقرر أن يعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 10 مارس/آذار، عن موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي من المفترض أن تنعقد في 14 مايو/أيار 2023.