وجَّه الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي "الكردي" المعارض في تركيا، صلاح الدين دميرتاش، رسالة إلى رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار، من داخل سجنه في مدينة أدرنة التركية، وذلك بعد رفض الأخيرة بشكل صريح، إمكانية ضم حزبه "الشعوب الديمقراطي" إلى ما يعرف بتحالف الطاولة السداسية، وفق ما نقلته صحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة.
حيث تتبنى أكشنار المحسوبة على التيار القومي، وجهة نظر قريبة من "تحالف الجمهور" الحاكم فيما يتعلق بحزب الشعوب الديمقراطي، بسبب اتهامات تتعلق بدعمه لحزب العمال الكردستاني المصنف على قائمة الإرهاب في البلاد، والذي يحارب القوات التركية منذ 4 عقود.
وقالت أكشنار في لقاء تلفزيوني، الثلاثاء 7 مارس/آذار، إن حليفها في الطاولة السداسية "حزب الشعب الجمهوري" يمكن أن يتحدث مع حزب الشعوب الديمقراطي، "لكن ليس بإمكانه ضمه إلينا إطلاقاً، ولا يمكن كذلك التفاوض معه لمنحه حقيبة وزارية".
"بأصواتنا ستكونين نائبة الرئيس"
هذه التصريحات أثارت حفيظة دميرتاش الذي يحاكم منذ 2016 بتهم تتعلق بالإرهاب، حيث وجه من داخل سجنه رسالة إلى أكشنار، أكد فيها أن حزبه "الشعوب الديمقراطي" إذا قرر تقديم الدعم للطاولة السداسية "فمن المرجح" أن يفوز مرشحها الرئاسي كمال كليجدار أوغلو بالرئاسة، مضيفاً: "في هذه الحالة ستكونين نائبة الرئيس، وسيحصل حزبك على حقائب وزارية".
وتساءل قائلاً: "إذا وصلت إلى السلطة دون أن تصل مطالب الشعوب الديمقراطي لطاولتكم، فأي طاولة إذن تقترحين لعرض مقترحاتنا؟ هل ستفكرين بتوجيهها لطاولة مكافحة الإرهاب كما هو الحال منذ 50 عاماً؟".
أضاف: "هل تريدين كسب صوتي كناخب من الشعوب الديمقراطي؟ كيف تنوين إقناعي إذن بما أن صوتي سيجعلك نائبة للرئيس ويضمن لك الحصول على حقائب وزارية؟".
"الجميع باستثنائك"!
من جانب آخر، لفت دميرتاش خلال رسالته، إلى أن جميع أحزاب الطاولة السداسية باستثناء حزب الجيد الذي تقوده أكشنار، "يريدون جمع جميع الناخبين وضمنهم ناخبو الشعوب الديمقراطي، حول الأمل بالتحول الديمقراطي".
وخاطب ديمرتاش نظيرته أكشنار بالقول: "لقد خضت مفاوضات شاقة مع الأحزاب وضمن ذلك حلفاؤك في الطاولة السداسية، وبما أن التفاوض السياسي مشروع لك، فلماذا ليس مشروعاً للشعوب الديمقراطي؟".
في السياق، قال ديمرتاش إن حزبه وناخبي حزبه معاً "لن يقبلوا على الإطلاق بأي مقاربة من وجهة نظر فوقية أو استعلائية أو مهيمنة، باستثناء التفاوض المتساوي بين أنداد".
قلق بين القوميين
يُشار إلى أن "الطاولة السداسية" تضم 6 أحزاب، هي: الشعب الجمهوري، والجيد، والسعادة، والديمقراطي، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم، وبينما يعتبر أول حزبين هما الأكبر، ويحجزان مقاعد داخل البرلمان، فإن الأربعة المتبقية لا تزال صغيرة وخارج البرلمان.
والإثنين 6 مارس/آذار، أعلنت الطاولة السداسية بشكل رسمي ترشيح كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية، لينافس الرئيس رجب طيب أردوغان.
من جانبه، هنّأ مدحت سنجار، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، كليجدار أوغلو بالفوز، فاتحاً الباب على مصراعيه لإجراء محادثات مع الطاولة السداسية، مشيراً إلى أن الحزب ينتظر زيارة من كليجدار أوغلو.
وأثارت التصريحات قلق أكشنار المحسوبة على التيار القومي، حيث يُعتقد أن حاضنتها الشعبية ترفض التحالف بشكل رسمي مع حزب الشعوب الديمقراطي رغم أنه ثالث أكبر حزب في البلاد والبرلمان.
موقف الطاولة السداسية
وينظر إلى حزب الشعوب الديمقراطي إلى حد كبير، بحسب وكالة رويترز، على أنه يلعب دوراً مؤثراً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المتوقع إجراؤها في 14 مايو/أيار، ومن المرجح أن يحتاج تحالف المعارضة إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي للفوز في الانتخابات الرئاسية.
وقالت الوكالة، الأربعاء، إن حزبي المستقبل، والديمقراطية والتقدم، في الطاولة السداسية سيدعمان كذلك إجراء محادثات مع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد بشأن دعم كليجدار أوغلو.
ومن المعروف أن حزب الشعب الجمهوري منفتح على دعم حزب الشعوب الديمقراطي، ويحتاج إلى أصوات ناخبيه لتحقيق فوز في الانتخابات الرئاسية، لكن موقف أكشنار يُعتقد أنه سيجعل الأمر صعباً.
وذكر حزب الشعوب الديمقراطي أنه سيقدم مرشحه الخاص ضمن تحالف مختلف من الأحزاب اليسارية والموالية للأكراد لكنه يعيد الآن النظر في هذا القرار.