نفت رئيسة حزب "الجيد" المعارض في تركيا، ميرال أكشنار، مغادرتها ما يعرف بـ"الطاولة السداسية" التي تجمع 6 أحزاب معارضة في تركيا، مشيرة إلى أن "الطاولة هي التي غادرت" في إشارة إلى بقية الأحزاب التي اختلفت معهم في مسألة المرشح الرئاسي مؤخراً.
تصريحات أكشنار جاءت خلال لقاء تلفزيوني على قناة "خبر تورك" المحلية، مساء الثلاثاء 7 مارس/آذار 2023، كشفت خلالها كواليس الخلاف الذي دار في اجتماع الخميس 2 مارس/آذار، والذي أعقبته أكشنار بهجوم "حاد" ضد بقية الأحزاب على الطاولة بسبب اعتراضها على ترشيح كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري.
لكن أكشنار عادت، الإثنين 6 مارس/آذار وحضرت اجتماع الطاولة السداسية، الذي أسفر عن إعلان كليجدار أوغلو مرشحاً رسمياً لتلك الأحزاب الستة للانتخابات الرئاسية في 14 مايو/أيار المقبل.
وحول سؤالها عن سبب تعابير وجهها التي بدت "سلبية" خلال إعلان ترشيح كليجدار أوغلو أمس الإثنين، عللت أكشنار ذلك بأن ضوءاً مزعجاً كان السبب في تلك التعابير، مضيفة: "لم أكن في تلك الأثناء منزعجة.. لقد وقعت على بيان الطاولة السداسية".
وقالت أكشنار إنها بسبب المفاوضات قبل الاجتماع الأخير لم تنم، وإنها استقبلت بعض الشخصيات في منزلها ضمن المفاوضات، بمن فيهم رئيسا بلديتي أنقرة منصور ياواش، وإسطنبول أكرم إمام أوغلو.
يُذكر أن أكشنار اقترحت ترشيح ياواش أو إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية بدلاً من كليجدار أوغلو، لكن الأخير رفض وأكد على ضرورة استمرارها في رئاسة البلدتين التابعتين لحزب الشعب الجمهوري.
أضافت أكشنار: "لم أنم أبداً.. في حالة الأرق تكون حركاتك ثقيلة بعض الشيء.. كانت هناك مفاوضات على تلك الطاولة لكن توصلنا إلى توافق في الآراء، ووقع قادة الأحزاب الستة على النص الأولي.. بالتالي لم أكن منزعجة خلال إعلان ترشيح كليجدار أوغلو".
خلاف بين الأحزاب
في سياق متصل، أقرت أكشنار التي تترأس ثاني أكبر حزب معارض، بوجود خلافات بين الأحزاب على الطاولة السداسية، مشيرة إلى أن اجتماع الخميس 2 مارس/آذار الذي كان من المفترض أن يحدد المرشح الرئاسي شهد خلافاً بينها وبين بقية الأحزاب.
وقالت أكشنار: "ليس هناك أي سر، لقد خيّم جو ضبابي على اجتماع الخميس"، مشيرة إلى أنها كانت تطرح فكرة بينما الأحزاب الخمسة كانت متفقة، في إشارة إلى تسمية كليجدار مرشحاً للرئاسة.
والجمعة 3 مارس/آذار، هاجمت أكشنار "الطاولة السداسية"، وأوضحت أنها ترفض ترشيح كليتشدار أوغلو، وأنها لا يمكنها الجلوس على "طاولة قمار"، مشيرة إلى أن الطاولة السداسية "لم تعد تمثل إرادة الشعب".
وبعد مفاوضات ولقاءات خاطفة بين أكشنار والأسماء الثلاثة البارزة من "الشعب الجمهوري"، قررت أكشنار العودة إلى الطاولة السداسية، كما أنها كانت حاضرة حين إعلان اسم كليجدار أوغلو مرشحاً مشتركاً للانتخابات الرئاسية.
في السياق، أشارت أكشنار خلال اللقاء التلفزيوني، إلى أنها تعرضت "للرجم بالحجارة" من الخميس إلى الأحد الأسبوع الماضي بسبب موقفها من المرشح الرئاسي، مضيفة: "بما أنني أديت فريضة الحج أعرف؛ لقد شعرت برجم الشيطان" على حد تعبيرها.
"لم ألتقِ بأردوغان"
من جانب آخر، نفت أكشنار أي لقاء سري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدة أن أردوغان لم يقدم على خطوة للحديث معها، وأنها كذلك لم تفعل.
أضافت: "لا يمكن إخفاء أي شيء في هذا العالم الرقمي، ولو حصل شيء من هذا النوع كنت سأخبر الجميع وأقول إنني اتخذت هذا القرار.. صدقوني لم يحدث أي لقاء من هذا النوع".
خلاف مع علي بابا جان
يذكر أن الصحفي التركي المعارض والمقرب من حزب الشعب الجمهوري، باريش ياركاداش، كشف، الثلاثاء، عن مشادة جرت بين أكشنار ورئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي بابا جان، خلال اجتماع أمس الإثنين والذي أسفر عن إعلان كليجدار أوغلو مرشحاً رئاسياً.
وقال ياركاداش في سلسلة تغريدات عبر تويتر: "لا أستطيع فهم أكشنار.. بعد أن رأت أن حزبها لن يتخطى العتبة البرلمانية، عادت للطاولة السداسية، لكنها في اجتماع الإثنين غادرت الطاولة مجدداً بعد أن غضبت من بابا جان، لكن أحمد داوود أوغلو تحدث معها في مسجد مبنى حزب السعادة لمدة 15 دقيقة لتعود مجدداً إلى الطاولة..".
واعتبر الصحفي المقرب من حزب الشعب الجمهوري، أن أكشنار أضرت بالمعارضة، مضيفاً: "لقد تسببت بالعار".
وأشار ياركاداش إلى أن المادة 12 والتي تنص على تنصيب رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول نائبين لرئيس الجمهورية "في الوقت الذي يراه الرئيس مناسباً وضمن واجبات محددة"، كانت سبب الخلاف بين أكشنار وبابا جان، الذي يبدو أنه كان يرفض مثل هذه المادة، في ظل وجود 5 نواب للرئيس هم رؤساء الأحزاب الخمسة على الطاولة.
والإثنين 6 مارس/آذار، أعلنت الطاولة السداسية، خارطة طريق مكونة من 12 مادة لإدارة البلاد بعد الانتخابات، وكانت المادة الأخيرة من أبرز المواد الـ12، حيث نصت على تعيين رئيسي بلدية أنقرة وإسطنبول، نائبين لرئيس الجمهورية "في الوقت الذي يراه الرئيس مناسباً، وضمن واجبات محددة".
يُشار إلى أن "الطاولة السداسية" تضم 6 أحزاب، هي: الشعب الجمهوري، والجيد، والسعادة، والديمقراطي، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم، وبينما يعتبر أول حزبين هما الأكبر ويحجزان مقاعد داخل البرلمان، فإن الأربعة المتبقية لا تزال صغيرة وخارج البرلمان.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 1 مارس/آذار 2023، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بتركيا ستُجرى في 14 مايو/أيار المقبل.