رفعت جماعة حقوق مدنية للمسلمين الأمريكيين، دعوى قضائية ضد العديد من المسؤولين في منظومة السجن بولاية ميسوري بأمريكا، واتهمتهم بتعريض سجناء مسلمين للرش بالرذاذ الحار أثناء أداء الصلاة، لتضاف هذه الدعوى إلى دعاوى أخرى للدفاع عما يتعرض له مسلمون في سجون أمريكية عدة.
موقع Middle East Eye البريطاني قال، الإثنين 6 مارس/آذار 2023، إن الدعوى قدمتها، نيابةً عن السجناء، وحدة ميسوري في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، واتهمت الدعوى مسؤولي قسم الإصلاحيات في السجون بانتهاك الحقوق الدستورية للسجناء، بما في ذلك حرية ممارسة الشعائر الدينية.
كيمبرلي نيو-ليهنباور، المحامية في (كير)، قالت في بيان، إن "الدعوى تتعلق بمحاسبة مسؤولي الولاية والتأكيد على حقوق جميع المواطنين، لا يفقد الشخص حقوقه الأساسية ويصير هدفاً مباحاً للعنف والإساءة، بمجرد دخوله إلى منشأة إصلاحية".
تُشير الدعوى القضائية، التي قُدمت يوم 28 فبراير/شباط 2023، إلى أن مجموعة من 9 سجناء مسلمين كانوا يصلّون في مساحة مشتركة حين أخبرهم ضابط الإصلاحيات بالتوقف، وقال السجناء إنهم صلوا معاً 3 مرات في وقت سابق من ذلك اليوم دون مشكلات، وفعلوا الشيء نفسه "مئات المرات في الأشهر" السابقة.
في تلك الواقعة، استجاب 20 ضابطاً لما يحدث، وتوقف سجينان عن الصلاة وابتعدا، وتوقف رجلان عن الصلاة أيضاً لكنهما كُبِّلا بأصفاد، ووفقاً للدعوى القضائية، أُغرِق الخمسة الآخرون برذاذ الفلفل الحار، بعضهم وهم مقيدون، وتعرض أحد السجناء للضرب.
أضاف السجناء أنَّ الحراس عزلوا في النهاية 7 منهم في زنازين، بينما الرذاذ لا يزال يغطي أجسادهم، وأفادت الدعوى بأنَّ السجناء لم تُوفَّر لهم فحوصات أو نصائح طبية، ولا غسول للعينين، ولا أدوات نظافة، ولا فرصة للاستحمام.
من جانبه، قال ياسر علي، الذي يخدم في مجلس إدارة (كير) بولاية ميشيغان، إن "المعاملة التي أُفِيد بتعرض النزلاء لها صادمة، وتمثل انتهاكاً كاملاً، ليس فقط لحقوقهم القانونية بل لكرامتهم الإنسانية الأساسية. نأمل أن تنتصر العدالة في هذه القضية، ويخضع المذنبون للمساءلة".
بحسب الدعوى القضائية أيضاً، أُزِيل أحد الحراس من خطة توصيل الطعام خلال شهر رمضان منذ بضع سنوات، بعدما أخبر بعض السجناء أنه "أُصِيب باضطراب ما بعد الصدمة من قتل المسلمين في أفغانستان"، واعترض على أنه "مضطر الآن لإطعام هؤلاء الأوغاد".
يُشير الموقع البريطاني، إلى أنه تم رفع العديد من الدعاوى القضائية في السنوات الأخيرة للتعامل مع مسألة تمكين السجناء المسلمين من ممارسة عقيدتهم أثناء حبسهم.
بين عامي 2017 و2019، رُفِعَت 16 قضية تتعلق بالحريات الدينية للسجناء المسلمين في محاكم فيدرالية بأمريكا، وتشمل هذه القضايا أكثر من 60 شكوى متعلقة باحتياجات غذائية، و34 أخرى مرتبطة على وجه التحديد بانتهاكات خلال شهر رمضان المبارك.
كذلك في يناير/كانون الثاني 2023، ألغت محكمة فيدرالية جزئية قراراً اتُّخِذ ضد نزيل مسلم، الذي قضى بأنَّ سجن فيرجينيا يجب أن يدافع عن ممارسته لبث الصلاة المسيحية على كل شاشات التلفزيون أيام الأحد، وجادل السجين بأنَّ بث الخدمات المسيحية هو انتهاك لبند الدستور الخاص بحرية الدين.
وفي عام 2019، بعد معركة قانونية نشأت من سجن في كنتاكي، غيّر المكتب الفيدرالي للسجون إرشاداته الوطنية للتوصية بإقامة صلاة جماعية.
كان تقرير لموقع Vox الأمريكي، نُشر الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، أفاد عن تعرُّض السجناء المسلمين في أمريكا لكل أشكال التمييز والتضييق، داخل الزنازين، خاصةً تلك المتعلقة بحرمانهم من ظروف العبادة والصلاة، أو فرض شروط صعبة من أجل الحصول على المصاحف لتلاوة القرآن الكريم.
أشار التقرير إلى أن السجناء المسلمين في أمريكا يواجهون العديد من المشكلات مثل غيرهم، ومنها تأخير الضروريات الأساسية واحتياجات النظافة مثل معجون الأسنان، ومزيل العرق، والمنتجات الصحية النسائية. لكنهم يُواجهون علاوةً على ذلك ممارسات تمييزية مثل قلة الوصول العادل إلى المواد الدينية داخل السجون.