قال شهود عيان إن 4 فلسطنيين، بينهم طفلة، أصيبوا خلال هجوم شنه عشرات المستوطنين الإسرائيليين، مساء الإثنين 6 مارس/آذار 2023، على منازل ومركبات تابعة لفلسطينيين في بلدة حوارة جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، وأشاروا إلى أن المواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين، والمستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي الذي استخدم الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.
من جانبها قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي إن 4 فلسطينيين أصيبوا في هجوم المستوطنين، 3 منهم رشقاً بالحجارة، والرابع باختناق نتيجة استنشاق قنابل غاز أطلقها الجيش في حوارة.
حوارة في مرمى هجوم المستوطنين
في حين قالت منظمة "يش دين" (هناك قانون) الحقوقية الإسرائيلية: "بينما كان (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير في قاعدة حرس الحدود بالضفة الغربية، هاجم المستوطنون مرة أخرى حوارة".
أضافت: "نُقل أربعة جرحى فلسطينيين إلى المستشفى بعد أن رشقهم المستوطنون بالحجارة، من بينهم طفلة. ولم يمنع الجنود الموجودون في المكان وقوع العنف".
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان وصل إلى "الأناضول"، إن طواقمها تعاملت مع إصابة مواطن بحجر في الرأس، وخمسة بحالات اختناق، خلال مواجهات في حوارة.
في السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن عدداً من المستوطنين وصلوا إلى الطريق الرئيسي على مشارف حوارة، وبدؤوا في أداء طقوس معينة احتفالاً بعيد المساخر (بوريم) اليهودي الذي بدأ الإثنين، وأضافت أن عدداً من الجنود الموجودين بالمكان انضموا إلى المستوطنين وأخذوا يرقصون معهم، قبل اندلاع المواجهات مع الفلسطينيين.
في حين لفتت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي أعلن أنه سيفتح تحقيقاً في سلوك جنوده".
جدير بالذكر أنه وفي 26 فبراير/شباط 2023، شهدت حوارة هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون، أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.
وفد من عرب 48 يزور حوارة
في سياق متصل زار وفد قيادي من فلسطينيي الداخل (عرب 48)، الأحد، بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية؛ للاطلاع على آثار اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين عليها الأسبوع الماضي.
مثّل الوفد "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل" (أعلى هيئة تمثيلية للفلسطينيين في إسرائيل)، ونواب عرب وإسرائيليون يساريون في الكنيست، وقيادات مجتمعية وسياسية بينهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية "المحظورة"، والنائبان أحمد الطيبي وسامي أبو شحادة.
حيث اطلع الوفد في جولة ميدانية، على الآثار التي خلفتها اعتداءات المستوطنين على حوارة من حرق للبيوت والممتلكات.
في تصريح لوكالة "جي ميديا" المحلية، قال الشيخ رائد صلاح: "جئنا لنقول لأهلنا في حوارة وكل شعبنا الفلسطيني، إن المحتل قد يهدم بيتاً ويحرق ويقتلع زيتوناً، لكن لا يمكن أن يهدم أو يحرق أو يقتلع الحق الفلسطيني".
أضاف صلاح: "دورنا أن نكون صوتاً للعدل والحق والإنسانية، وأن نكون سنداً بكل الإمكانيات التي تتاح لنا، إن كان على صعيد النشاطات الجماهيرية أو حملات الإغاثة أو على صعيد نقل رسالة هذا المظلوم الفلسطيني إلى أنحاء الدنيا".
من جانبه، قال رئيس بلدية حوارة، معين الضميدي، لـ"الأناضول"، إن "أعضاء الوفد شاهدوا حجم الدمار والإرهاب الذي مورس على بلدة حوارة، وأبدوا استعدادهم لتقديم الدعم المادي والمساعدة". وذكر الضميدي أن "حجم الخسائر المباشرة لاعتداءات المستوطنين يقدر بنحو 18 مليون دولار، دون احتساب خسائر إغلاق المحلات التجارية في البلدة لخمسة أيام".