بعد أيام من إعلان البيت الأبيض عن إصابة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بسرطان الخلايا القاعدية وخضوعه لعملية جراحية، خرج بايدن في "مزحة مثيرة للجدل" بشأن تدخل جراحي خضع له، عندما قال إن الأطباء "فتحوا رأسه للتأكد من وجود مخ فيه"، وذلك في خطاب موجه لرجال الإطفاء بأمريكا.
حيث قال بايدن في كلمته أثناء المشاركة في المؤتمر التشريعي للرابطة الدولية لرجال الإطفاء، الإثنين 6 مارس/آذار 2023: "أنتم حقاً، مؤسسة الإطفاء في موطني، أنقذتم حياتي، لقد عدت من رحلة خارجية بعدما غبت ليومين وقد شعرت بصداع فظيع، وقد تم تشخيصي بـ…"، ولم يحدد اسم المرض في البداية.
أضاف الرئيس الأمريكي قائلاً: "حسناً، على أي حال كان عليهم أن يفتحوا رأسي عدة مرات لمعرفة ما إذا كان لدي مخ".
ثم تابع قائلاً: "لكن، دعوا المزاح جانباً، ما حدث هو أنني كنت أعاني من تمدد في الجمجمة في وقت حدوث عاصفة ثلجية، وكان يجب أن تُجرى العملية على الفور، والطبيب الذي كان سيفعلها كان أفضل طبيب في الجوار، وقد كان في مركز والتر ريد الطبي، لأنه كان يجري عمليات عدة، ولم أستطع الوصول إليه".
كما قال جو بايدن: "عرض عليّ الرئيس الجمهوري آنذاك توفير طائرة Marine One المروحية، للنزول إلى حيث يوجد الطبيب، لكنها لم تستطع التحليق بسبب الظروف الجوية".
أردف جو بايدن قائلاً: "لذلك قامت مؤسسة الإطفاء بتوصيلي إلى المركز وسط العاصفة الثلجية، من أجل إجراء عملية استغرقت 9 ساعات وأنقذت حياتي".
تابع الرئيس الأمريكي قائلاً عن المؤسسة: "لقد أنقذت حياة ولدي، ولديّ الاثنين، عندما قُتلت زوجتي وابنتي بعد انتخابي مباشرة، وذلك عندما قتل جرار زوجتي وابنتي، وقد كان ولداي فوق شقيقتهما الميتة وأمهما حسبما قالا لي، إنهما بقيا كذلك لمدة 3 ساعات، ولم أُرد أبداً معرفة التفاصيل، وهي المدة التي استغرقها فريق الإطفاء لإنقاذ حياتهما ونقلهما إلى المستشفى"، حسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أن الأحداث التي ذكرها جو بايدن وقعت في شهر فبراير/شباط 1988. وكان وقتها عضواً في مجلس الشيوخ بالكونغرس (من ديلاوير)، وفي مايو/أيار 1988، خضع لعملية جراحية ثانية لتمدد الأوعية الدموية الدماغية.
إصابة جو بايدن بالسرطان
في 3 مارس/آذار، قال طبيب البيت الأبيض، كيفن أوكونور، إن خزعة أُخذت من الرئيس الأمريكي جو بايدن، في فبراير/شباط 2023، أكدت إصابته بسرطان الخلايا القاعدية، مضيفاً أن جميع الأنسجة السرطانية تمت إزالتها بنجاح.
كما أوضح طبيب البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيظل تحت الملاحظة الطبية للأمراض الجلدية، في إطار رعايته الصحية المستمرة، رغم أن مكان الخزعة تعافى ولا حاجة لمزيد من العلاج. وفي فبراير/شباط 2023، أعلن الأطباء أن بايدن (80 عاماً)، يتمتع بصحة جيدة، و"لائق للعمل" بعد الفحص البدني.
في سياق متصل نشر البيت الأبيض تقرير الطبيب، الذي أجرى الفحص الروتيني السنوي للرئيس الأمريكي، وأخذ خزعة جلدية من صدر بايدن بتاريخ 16 فبراير/شباط 2023، بمركز والتر ريد الطبي العسكري.
عقب الفحص، تأكد أن النسيج يحوي "سرطان الخلايا القاعدية" (basal cell carcinoma)، وفقاً لتقرير الطبيب، الذي أكد أن المنطقة المصابة تعرضت للعلاج بالاستئصال الكهربائي، وأن الوضع "لم يستلزم علاجاً أوسع"، وذلك حسبما نشر موقع قناة "الحرة" الأمريكية.
كما أشار التقرير الطبي إلى أن سرطان الخلايا القاعدية لا ينتشر، كما هو الحال بالنسبة للورم الميلاني (Melanoma) أو سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي (squamous cell carcinoma)، "بل يمكن أن يزيد حجمه، ما قد يصعّب من عملية استئصاله جراحياً".