أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، بحسب ما نقلت شبكة يورو نيوز الأوروبية الأحد، 5 مارس/آذار 2023، أن بلاده باتت مستقلة عن إمدادات الغاز والنفط والفحم من روسيا، دون أن يؤدي هذا إلى أزمة اقتصادية، وقال إنه "قبل عام لم يكن أحد يتوقع أن ننجو اقتصادياً بسهولة من وضع لا يوجد فيه المزيد من إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا، وإلى أجزاء كثيرة من أوروبا".
كانت روسيا قد شنت، في 24 فبراير/شباط 2022، هجوماً على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو لإنهائه تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية، والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها". وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى عقوبات ضد روسيا، استهدفت الأفراد الأثرياء، والبنوك، ومصالح الأعمال، والمؤسسات المملوكة للدولة، فضلاً عن قطاعَي النفط والغاز.
مباحثات ألمانيا وعمان حول الغاز
إعلان ألمانيا عن استقلالها بإمدادات الغاز والنفط والفحم عن روسيا يأتي بعد أيام مما نقلته وكالة رويترز للأنباء على لسان ثلاثة مصادر مطلعة، بأن ألمانيا وسلطنة عمان في مرحلة متقدمة من المحادثات حول توقيع اتفاق طويل الأمد، بشأن إمدادات الغاز المسال، يمتد لعشر سنوات على الأقل، إذ تُواصل برلين البحث عن بدائل لإمدادات الوقود الروسية.
حيث تسعى أوروبا جاهدةً لإيجاد بديل للغاز الروسي، منذ العام الماضي، على خلفية الحرب في أوكرانيا، بعدما بدأت شركة غازبروم الحكومية الروسية تقليص إمداداتها عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا قبل أن توقفها.
في حين أبرمت شركة آر.دبليو.إي للطاقة، في سبتمبر/أيلول 2022، اتفاقاً للغاز الطبيعي المسال مع شركة أدنوك الإماراتية، وتبحث ألمانيا عن مورّدين آخرين من خلال شركتَي المرافق يونيبر وسيفيه، اللتين أمَّمتهما برلين العام الماضي.
اتفاق حول نصف مليون طن سنوياً من الغاز
قال مصدران مطلعان إن الاتفاق مع سلطنة عمان سيكون لما بين نصف مليون ومليون طن سنوياً، وقال أحدهما إنه سيكون لتوريد 0.8 مليون طن سنوياً على مدار عشر سنوات. وقال مصدر مطلع ثالث إن هناك مناقشة حول اتفاق لأجل عشر سنوات.
في حين قال مصدران إن يونيبر مشارِكة في المحادثات، وقال أحدهما إن الشركة تُجري محادثات بالفعل مع سلطنة عمان، بشأن اتفاق للأمونيا، بعدما وقّعت المجموعة اتفاقاً مع مشروع الهيدروجين العماني هيبورت الدقم، في 2021، وهو ما تُناقش بموجبه اتفاقاً للحصول على الإنتاج المستقبلي للمشروع من الأمونيا الخضراء.
من جانبها أحجمت كل من يونيبر ووزارة الاقتصاد، وهي المسؤولة عن حيازة الحكومة في سيفيه، عن التعقيب. ولم ترد أي من سيفيه ولا وزارة المالية الألمانية، التي تدير حصة برلين في يونيبر، على طلبات للتعليق حتى الآن. ولم ترد وزارة الطاقة العمانية على طلب للتعقيب حتى الآن.
بدائل لواردات الطاقة من روسيا
من جهتها تأمل ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، في إيجاد بديل لواردات الطاقة من روسيا بحلول منتصف 2024، وهو جهد كبير لدولة تعتمد بنسبة كبيرة على الغاز الطبيعي لتشغيل قطاعها الصناعي.
يُذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وقعت قطر للطاقة، وكونوكو فيليبس اتفاقيتي بيع وشراء لتصدير مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى ألمانيا، لمدة 15 عاماً على الأقل، اعتباراً من 2026.
رغم أن الاتفاقيات مع قطر ستكون إيجابية لألمانيا، فإنها لن تقدم حلاً فورياً لأزمة الطاقة التي تعاني منها برلين.