قالت صحيفة Times of Israel الإسرائيلية، في تقرير نشرته السبت 4 مارس /آذار 2023، إن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قال إن دعوته في وقت سابق إلى "محو" بلدة حوارة بالضفة الغربية كانت "زلة لسان" تم إطلاقها في "عاصفة من المشاعر".
في غضون ذلك، يقول المسؤولون إن البيت الأبيض أجرى مناقشات حول إمكانية منح سموتريتش تأشيرة لرحلة أمريكية مقبلة من عدمه، لكنهم يشيرون إلى أنه من غير المرجح أن يعرقلوا زيارته.
وزير المالية الإسرائيلية يتراجع
في حديثه إلى أخبار القناة 12 مساء السبت، قال سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، إن "اختياره للكلمات كان خاطئاً ، لكن النية كانت واضحة جداً"، أن قوات الأمن الإسرائيلية يجب أن تكون في موقف هجوم في الحرب ضد الرعب.
أضاف: "لقد كانت زلة لسان في عاصفة من المشاعر"، وزعم سموتريتش أنه "من نافلة القول" أنه لم يكن ينوي الدعوة إلى العنف من أي نوع. ورفض سموتريتش الإشارة إلى أفعال المستوطنين المتطرفين الذين اقتحموا بلدة نابلس وأضرموا النار في المنازل والسيارات، مما أسفر عن مقتل فلسطيني بالرصاص وإصابة عدد منهم بجروح بالغة، على أنها إرهاب وقال إن الهياج كان "جريمة خطيرة للغاية، لكنها ليست إرهاباً"، واصفاً حوارة أيضاً بـ"قرية محاصرة بالإرهاب".
وزير إسرائيلي يدعو للعنف
جدير بالذكر أنه وفي مؤتمر يوم الأربعاء، قال سموتريتش إنه يعتقد أن "قرية حوارة يجب أن تُمحى. أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك وأن "لا سمح الله"، لا ينبغي أن يقوم بهذه المهمة مواطنون عاديون".. "لا ينبغي أن ننجر إلى الفوضى التي يأخذ فيها المدنيون القانون بأيديهم".
أثارت تعليقاته إدانة شديدة داخل إسرائيل وحول العالم، حيث وصفت الولايات المتحدة التصريحات بأنها "مثيرة للاشمئزاز" و"مثيرة للاشمئزاز". وقالت الأمم المتحدة إنها "استفزازية ومثيرة للاشمئزاز وغير مقبولة". ووردت إدانات مماثلة من الأردن والإمارات والسعودية ودول أخرى.
إدانات عربية وإسلامية للوزير الإسرائيلي
في حين أدانت دول ومنظمات عربية وإسلامية، تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش دعا فيها لمحو بلدة حوارة الفلسطينية، مطالبة بتدخل دولي لحماية الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن قطر والسعودية والإمارات والكويت ومصر والأردن وفلسطين، ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.
جاء رد الفعل العربي الواسع، بعد تصريح سموتريتش الأربعاء، بأن "قرية حوارة يجب أن تُمحى، وأعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك".
قطر تدين
مساء الجمعة، أدانت الخارجية القطرية، تصريحات سموتريتش، واعتبرتها "تحريضاً خطيراً على جريمة حرب". وشددت الدوحة على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين".
في حين أعربت الخارجية السعودية الجمعة، عن "استنكار المملكة ورفضها الشديد لتلك التصريحات المتطرفة التي أدلى بها أحد مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي". ووصفت الرياض تلك التصريحات بأنها "عنصرية وغير مسؤولة"، مطالبة "المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لردع هذه الممارسات المشينة ووقف التصعيد".
كما أدانت الخارجية الكويتية مساء الجمعة، تصريحات سموتريتش، مؤكدة أنها "استفزازية وغير مسؤولة". وأكدت على "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته بوقف هذه الحملات التحريضية التي تستهدف الشعب الفلسطيني".
كما أعلنت مصر الجمعة، أنها "تدين بأشد العبارات التصريحات التحريضية لوزير في الحكومة الإسرائيلية، والتي دعا فيها إلى محو قرية حوارة الفلسطينية". واعتبرت الخارجية المصرية، تلك التصريحات بأنها "تفتقر للمسؤولية وتحريض خطير وغير مقبول على العنف".
فيما شددت على موقف مصر الداعي إلى "ضرورة وقف الأعمال الاستفزازية أو التحريضية ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
كما أدانت الخارجية الإماراتية، تصريحات سموتريتش، واعتبرتها "عنصرية"، مشددة على "ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والعنف".
في حين أدانت الخارجية الأردنية الخميس، ما وصفتها بـ"تصريحات تحريضية" لسموتريتش، مشددة على "ضرورة وقف الحملات التي تستهدف الشعب الفلسطيني".
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، تصريحات سموتريتش بأنها "إرهابية وعنصرية"، مطالباً بـ"محاسبة إسرائيل".
على مستوى المنظمات العربية والإسلامية، وصفت منظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، تصريحات الوزير الإسرائيلي، بأنها "عنصرية وخطيرة". ودعت المنظمة "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
كما أدان مجلس التعاون الخليجي، الجمعة، تلك التصريحات "العنصرية"، مشدداً على "ضرورة وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين".
فيما لم تلقَ تصريحات الوزير الإسرائيلي تعليقاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرفض أو القبول.
تحريض على جريمة حرب
في حين اعتبر زعيم المعارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد، في تغريدة، أن دعوة سموتريتش إلى محو حوارة هي "تحريض على جريمة حرب".
جدير بالذكر أن حوارة وعدداً من القرى في محيط نابلس شهدت هجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين يهود، أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة عشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.