موسكو تدرس استخدام أسلحة نووية! مجلة روسية: يطوِّرون استراتيجية عسكرية لصد “عدوان أمريكي محتمل”

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/02 الساعة 07:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/02 الساعة 07:16 بتوقيت غرينتش
موسكو تدرس استخدام أسلحة نووية / عربي بوست

قالت مجلة تابعة لوزارة الدفاع إن موسكو "تطوِّر استراتيجية عسكرية من نوع جديد تستخدم الأسلحة النووية لحماية البلاد من عدوان أمريكي محتمل" وفق ما نقلت وكالة الإعلام الروسية، الخميس 2 مارس/آذار 2023.

ويعد المقال هو الأحدث في سلسلة من هذا النوع من التصريحات التي يدلي بها ساسة ومعلقون روس منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط من العام الماضي، مشيرين إلى أن موسكو ستكون مستعدة، إذا لزم الأمر، لنشر ترسانتها النووية الضخمة. 

"خطر أمريكي محتمل"

وأشار المقال إلى أن على موسكو أن تبين للولايات المتحدة أنها لا تستطيع شل نظام الصواريخ النووية الروسي، وأنها لن تكون قادرة على صد ضربة انتقامية.

وقالت وكالة الإعلام الروسية إن المقال الذي نُشر في مجلة (فوينايا مايسل)، "الفكر العسكري"، خلص إلى أن واشنطن قلقة من فقدان هيمنتها على العالم، ولذلك أعدت "على ما يبدو" خططاً لضرب روسيا لتحييدها. 

أضافت الوكالة أنه رداً على ذلك يعكف الخبراء الروس بنشاط على "تطوير شكل واعد من الاستخدام الاستراتيجي للقوات المسلحة الروسية، عملية لقوات الردع الاستراتيجي". 

كما لفتت إلى أن هذا "يقتضي استخدام الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والدفاعية الحديثة، والأسلحة النووية وغير النووية، مع الأخذ في الحسبان أحدث التقنيات العسكرية".

سفن محمّلة بأسلحة نووية

يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من كشف تقرير استخباراتي نرويجي أن سفن الأسطول الشمالي الروسي أبحرت مؤخراً وعلى متنها أسلحة نووية تكتيكية، وذلك لأول مرة منذ الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.

وحذر التقرير الاستخباراتي من أن "هذه الأسلحة النووية التكتيكية تمثل تهديداً جسيماً لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو)". 

يذكر موقع الجيش الروسي على الإنترنت، أن الأسطول الشمالي يقبع معظم الوقت بالقرب من شبه جزيرة كولا، ويتولى الحفاظ على جميع القوات النووية الاستراتيجية البحرية في حالة استعداد دائم، فيما ذكرت كذلك تقارير عدة أنه أكبر الأساطيل البحرية لدى روسيا.

من جهة أخرى، أبدى كثير من المراقبين في الأشهر الأخيرة خشيتهم أن تستخدم روسيا الأسلحة النووية في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، لكن بعض الخبراء أشاروا إلى أن موسكو قد تلجأ إلى الأسلحة النووية إذا بدا لها أن أوكرانيا توشك على الانتصار في هذه الحرب.

في حين سبق أن حذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، من أن هزيمة روسيا في أوكرانيا قد تفضي إلى حرب نووية. 

إلا أن روسيا نفت مراراً نيتها استخدام الأسلحة النووية بعد شنها حرباً على جارتها أوكرانيا، معتبرة أن الحديث عن ذلك "مبالغة غربية"، في حين هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي بشكل دفاعي فقط، في حال وجود تهديد حقيقي لروسيا.

تعليق معاهدة "ستارت الجديدة"

وفي 21 فبراير/شباط المنصرم، أعلن بوتين، تعليق بلاده المشاركة بمعاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت الجديدة"، متعهداً بمواصلة "الحرب التي بدأها الغرب في أوكرانيا"، في حين أعرب حلف شمال الأطلسي" الناتو" عن أسفه لتعليق روسيا مشاركتها في معاهدة "ستارت الجديدة".

وتوصلت الولايات المتحدة إلى معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا في 8 أبريل/نيسان 2010، وتنص على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية للبلدين بنسبة 30%، والحدود القصوى لآليات الإطلاق الاستراتيجية بنسبة 50% بالمقارنة مع المعاهدات السابقة.

تعتبر معاهدة ستارت الجديدة آخر اتفاقية قائمة من نوعها بين أكبر قوتين نوويتين في العالم بشأن الأسلحة النووية/ shutterstock
تعتبر معاهدة ستارت الجديدة آخر اتفاقية قائمة من نوعها بين أكبر قوتين نوويتين في العالم بشأن الأسلحة النووية/ shutterstock

وتمثل هذه الاتفاقية "آخر معاهدة متبقية للحد من التسلح بين القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم".

وفي خطابه أمام الجمعية الفيدرالية تزامناً مع الذكرى الأولى لبدء الهجوم على أوكرانيا، قال بوتين: "أنا مضطر أن أعلن اليوم أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، وأكرر، ليس الانسحاب من المعاهدة، بل بالتحديد تعليق مشاركتها". 

وعزا بوتين قراره إلى ضرورة أن تفهم موسكو "ما تريده" الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو" من بلاده. 

أضاف: "في بداية فبراير/شباط، طالب الناتو بالعودة إلى معاهدة ستارت بما في ذلك إتاحة الفرصة للإشراف على قوات الردع النووية الروسية، ونحن طلبنا الإشراف المقابل، لكن لم يتم الرد على الطلب أو تم تجاهله"، معتبراً أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو "يريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ومن ثم الإشراف على منشآتها النووية".

تحميل المزيد