أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، الخميس 2 مارس/آذار، عن الأسعار الجديدة للسولار والبنزين بأنواعه الثلاثة في السوق المحلية، بارتفاع بنسبة تتراوح ما بين 7% و11%، الأمر الذي تسبب في موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما مع التدهور الاقتصادي التي تشهده مصر.
الوزارة قالت في بيان عبر صفحتها على موقع فيسبوك، "في ظل تذبذب أسعار خام برنت وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار، قررت لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، المعنية بمتابعة وتنفيذ آليات تطبيق التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، بشكل ربع سنوي، في اجتماعها، التوصية بتعديل الأسعار الحالية السائدة في السوق".
وأضاف البيان: "تم تعديل سعر بيع منتجات البنزين بأنواعه، لتصبح كالآتي 8.75 جنيه للتر البنزين 80 (0.29 دولار أمريكي)، و10.25 جنيه للتر البنزين 92، (0.33 دولار أمريكي)، و11.50 جنيه للتر البنزين 95 (0.38 دولار أمريكي)".
وقررت الوزارة أيضاً رفع سعر بيع المازون لغير استخدامات الكهرباء والمخابز، من 5 آلاف جنيه إلى 6 آلاف جنيه للطن، بنسبة زيادة 20%، وسعر بيع الغاز الطبيعي المستخدم في تموين السيارت من 3.75 جنيه إلى 4.50 جنيه للمتر المكعب، بزيادة 20%. وتثبيت سعر بيع السولار (الديزل) عند 7.25 جنيه للتر، وكذلك سعر المازوت المورد للكهرباء والصناعات الغذائية.
وبذلك، ارتفع سعر بنزين 80 المعروف بـ"بنزين الفقراء" في مصر بنسبة قياسية بلغت 872%، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، حيث كان يُباع بسعر 0.90 جنيه للتر. وبنزين 92 الذي كان يُباع بـ1.85 جنيه للتر بنسبة 454%، وبنزين 95 الذي كان يُباع بـ5.85 جنيه للتر بنسبة 96%.
غضب الناشطين
رفع الأسعار تسبب في موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث كتبت المواطنة وديان ثروت: "العيشة في مصر بقت لا تُحتمل.. مكانش ناقصنا غير زيادة البنزين تاني فعلاً".
فيما غرّد شمس الدين أبو الفضل: "يا ريت السادة أحمد موسى وعمرو أديب وبعض مقدمي البرامج ما يظهروش النهاردة لتبرير زيادة أسعار البنزين، لأن شكلهم هيبقى وحش، وهيكونوا سبب في زيادة السخط على الحكومة ونزول أسهمها، اللي هي نازلة أصلاً، الناس مش ناقصة استفزاز".
وغرّد شريف سعد وكتب: "كان الله في عون هذا الشعب، زيادة أخرى في أسعار البنزين تزامناً مع موجة الغلاء والاحتكار والإفقار، يتبعها التعويم الرابع للجنيه، وخضوعه وإذلاله أمام الدولار، كل هذا قبل شهر رمضان، والناس شكلها مش هتلاقي الفطار".
وهاجم المواطن فوزي حجازي الحكومة، وقال: "لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في قيادات الدولة، يا عديمي الدم هو احنا مرتباتنا قد إيه علشان تزود سعر أي سلعه مش البنزين بس، ادونا مرتبات أوروبا أو الخليج واعملوا اللي انتم عايزينه، انتم ما بتحسوش. وكله تمام ياريس".
كما انتقد المواطن عبد الحليم: "السيسي كان طالع بيقول إن هو مش عارف يسيطر على الأسعار، طب يعني انت اللي شاطر انك تزود في الأسعار، دا اللي انت فالح فيه، ومش فالح انك تسيطر على الأسعار، انت جسمك بيطخن على زيادة الأسعار، حسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفي الحكومة بتاعتك، يا جماعة صلوا، وادعوا على السيسي وحكومته".
وقبيل إعلان الزيادات الجديدة في أسعار بيع الوقود، دشنت اللجان الإلكترونية الموالية للنظام المصري وسماً بعنوان "السيسي يرفض أسعار السولار"، بدعوى الترويج لأن رئيس البلاد رفض الزيادة المقترحة من الحكومة على أسعار السولار، وأقر زيادات "طفيفة" على أسعار البنزين بأنواعه، علماً أن صندوق النقد الدولي هو الذي أوصى الحكومة المصرية بتقديم الدعم للكيروسين والسولار، بدلاً من البنزين، نهاية العام الماضي.
وحين توصلت مصر إلى اتفاق مع صندوق النقد على حزمة دعم مالي بقيمة ثلاثة مليارات دولار، في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أورد تقرير لخبراء الصندوق التزامها بمجموعة من الإصلاحات النقدية والمالية، منها السماح لأسعار معظم المنتجات البترولية بالارتفاع، حتى تتماشى مع آلية مؤشر الوقود في البلاد، بهدف تعويض التباطؤ في هذه الزيادات خلال السنة المالية الماضية (2021-2022).