في تقرير رسمي أمريكي نادر، وُصف بأنه أوثق إقرار علني لوزارة الخارجية الأمريكية، خلُص تقرير عن الإرهاب لعام 2021، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تمنع غالب الهجمات العنيفة التي شنَّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ولم تُحاسب المستوطنين على عنفهم.
حيث قال موقع Axios الأمريكي الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، إن أهمية التقرير الذي نُشر يوم الإثنين 27 فبراير/شباط، تأتي من كونه يتضمن أوثق إقرار يورده تقرير رسمي وعلني لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن العنف الذي مارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة.
الموقع الأمريكي أشار في تقريره إلى أنه تحدَّد موعد نشر التقرير منذ وقت طويل، لكن نشره الآن -بعد يوم من الهجوم الذي شنَّه مئات المستوطنين الإسرائيليين على قرية حوارة الفلسطينية- يضعه في سياق أكثر صلة بمحتواه.
حيث يقول التقرير إن بيانات مراقبة الأمم المتحدة وتقارير جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الداخلي (الشاباك) تشير إلى أن هناك زيادة كبيرة في عدد الهجمات التي قام بها المستوطنون الإسرائيليون ومداها وشدَّتها ونطاقها الجغرافي في عام 2021.
كما ذكر التقرير أن "مراقبي الأمم المتحدة وثَّقوا 496 هجوماً للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، منها 370 هجوماً أسفر عن أضرار في الممتلكات، و126 هجوماً أسفر عن إصابات، ثلاث منها كانت قاتلة".
يشير التقرير إلى أن الهجمات تغيرت طبيعتها أيضاً، ففي السنوات السابقة كانت الهجمات متفرقة وينفذها أفراد أو مجموعات صغيرة من 4 إلى 5 مستوطنين، أما الهجمات في عام 2021 فكانت تنفذها مجموعات كبيرة من عشرات المستوطنين، "ما يدل على أن الهجمات جاءت في الغالب عن تخطيط سابق".
فيما شدد التقرير على أن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن وإن بذلت بعض الجهود، فإن الواقع أن أفراد الأمن الإسرائيلي لم يمنعوا أغلب الهجمات التي شنها المستوطنون الإسرائيليون، ونادراً ما اعتقلوا أو اتهموا مرتكبي أعمال العنف من المستوطنين الإسرائيليين.
يقول التقرير إن "بعض المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية تزعم أن الجيش الإسرائيلي كان حاضراً أثناء بعض الهجمات، وتتهمه بتمكين البيئة المتساهلة معها لافتقاره إلى الحزم في مواجهتها".
كرَّر نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، النتائج ذاتها التي توصل إليها التقرير خلال المؤتمر الصحفي اليومي، وحثَّ إسرائيل على ملاحقة مرتكبي هجوم الأحد 26 فبراير/شباط على قرية حوارة الفلسطينيين "بدرجة الحزم نفسها" التي تبديها خلال مطاردة الفلسطينيين الذي ينفذون هجمات ضد الإسرائيليين.