طالب البرلمان العربي المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدراج ما سمّاها "ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين" بقوائم الإرهاب، وفق ما جاء في بيان للمؤسسة التي تضم ممثلين لـ22 دولة، تزامناً مع اتهامات فلسطينية للمستوطنين باستمرار الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية.
من جهته، دعا السفير الفلسطيني في الأمم المتّحدة، رياض منصور، الثلاثاء، مجلسَ الأمن الدولي إلى "اتّخاذ إجراءات" من أجل "حماية" مواطنيه المدنيين، بعد الهجوم الذي شنّه مستوطنون إسرائيليون على قرية حوارة في الضفة الغربية المحتلّة.
انتقادات البرلمان العربي للاحتلال
حيث أعرب البرلمان العربي، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، في بيان عن "استنكاره البالغ لأعمال العنف التي ارتكبتها ميليشيات المستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني في بلدة حوارة، جنوب نابلس، ومدن الضفة"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
كما أكد البرلمان العربي أن "إرهاب المستوطنين للمواطنين الفلسطينيين العزل أصبح أسلوباً ممنهجاً، وعدم ردعهم ومحاسبتهم أعطى لهم الفرصة بالاستمرار في جرائمهم واعتداءاتهم، من إطلاق الرصاص، وحرق المنازل والمركبات، وطرد المزارعين من أراضيهم".
فيما طالب البرلمان العربي "المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، بالتحرك الفوري والعاجل لوقف اعتداءات المستوطنين المتكررة، وإدراج ميليشيات المستوطنين على قوائم الإرهاب".
يأتي ذلك وسط تصاعُد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، حيث أصاب مستوطنون، الثلاثاء، فلسطينيين اثنين بجروح، وأتلفوا 50 شجرة زيتون بالضفة الغربية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
فيما شهدت بلدة حوارة وعدد من القرى الفلسطينية في محيط مدينة نابلس، هجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين إسرائيليين، يوم الأحد 26 فبراير/شباط.
أسفرت الهجمات عن مقتل فلسطيني وإصابة عشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، عقب مقتل مستوطنين اثنين بإطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.
دعوة لحماية الفلسطينيين
قال السفير الفلسطيني في الأمم المتّحدة، رياض منصور، للصحفيين في أعقاب اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن "نعتقد أنّه من مسؤولية مجلس الأمن (…) أن يتّخذ إجراءات لضمان حماية السكان المدنيين، ولا سيّما بعد العمل الإجرامي والإرهابي الذي ارتكبه المستوطنون في حوارة والبلدات والقرى المجاورة".
حيث عقد مجلس الأمن هذا الاجتماع الطارئ بطلب من الإمارات العربية المتّحدة، بعد أن تعرّضت قرية حوارة في شمال الضفة الغربية المحتلة، ليل الأحد، لعمليات تخريب وتدمير واسعة النطاق، أحرقوا خلالها منازل وسيارات في هجوم شنّه مستوطنون انتقاماً لمقتل أحدهم.
أضاف منصور "كان ليكون أمراً رائعاً لو ذهب مجلس الأمن إلى هناك ليرى بأم عينيه (…)، ليشعر بالرعب في رؤوس وقلوب الأطفال والنساء والعائلات".
أدلى منصور بتصريحه هذا وقد وقفت إلى جانبه سفيرة مالطا في الأمم المتحدة، فانيسا فرازيير، التي تولّت بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال شهر فبراير/شباط.
حيث قالت فرازيير إنّ "كلّ الدول الموجودة حول طاولة" مجلس الأمن متّفقة على أنّه "يجب أن نحاول معرفة ما إذا كانت هناك طرق لوضع حدّ للتحريض على العنف وتعزيز الحوار". وأضافت: "يجب على الطرفين الامتناع عن الأعمال والتصريحات العنيفة".
لأول مرة منذ ستّ سنوات، أصدر مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، بياناً ندّد فيه بالمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وصدر البيان بإجماع أعضاء المجلس الـ15، بمن فيهم الولايات المتّحدة.
إذ قال منصور "سنستمرّ في طرق باب المجلس، ليس فقط من أجل التحدّث بصوت واحد، ولكن من أجل أن يتّخذ إجراءات أخرى". وأضاف "الحماية والحماية والحماية هي ما يطلبه السكان المدنيون الفلسطينيون".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ مطلع 2023، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وأسفرت عن مقتل 66 فلسطينياً و12 إسرائيلياً في عمليات متفرقة.