كشفت إحصائيات رسمية عن أرقام صادمة بخصوص عدد المرضى الذين يموتون كل يوم، بينما ينتظرون الحصول على الرعاية أو سرير في المستشفيات بإنجلترا، وقال تحليل لأرقام دائرة الصحة الوطنية سجلها أطباء طوارئ، يموت مريض كل 23 دقيقة في إنجلترا بعد فترة انتظار طويلة في قسم الطوارئ.
إجمالاً، مات 23,003 أشخاص خلال عام 2022 بعد انتظارهم ما لا يقل عن 12 ساعة في الطوارئ حتى يحصلوا على الرعاية أو سرير، وفقاً للكلية الملكية لطب الطوارئ (RCEM). وهذا يعادل تقريباً وفاة مريض كل 23 دقيقة، أو 63 كل يوم، أو 442 كل أسبوع أو 1917 كل شهر، وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية نُشر الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023.
كما قالت الكلية الملكية لطب الطوارئ إن هذه النتائج التي توصلت إليها في المستشفيات بإنجلترا، رغم أنها "صادمة"، لم تكن "مفاجئة"، وتؤكد حقيقة أن أقسام الطوارئ غالباً ما تكون ممتلئة عن آخرها وعاجزة عن توفير أسرّة للمرضى في المستشفيات بإنجلترا.
"المرضى يموتون الآن بأعداد كبيرة"
فيما تقول روزي كوبر، المتحدثة الصحية باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين، إن "المرضى يموتون الآن بأعداد كبيرة" بسبب إهمال حكومات المحافظين لنظام الخدمات الصحية الوطنية، وأضافت أن "الأرواح التي تضيع جراء الانتظار في قسم الطوارئ داخل المستشفيات بإنجلترا "كارثة وطنية".
سبق أن استندت الكلية الملكية في مزاعمها إلى أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية التي تظهر تسجيل 500 "وفاة زائدة" في الأسبوع لا يمكنها تفسيرها.
لكن الدراسة الجديدة التي أجرتها الكلية تعتمد على بيانات مختلفة، وهذه المرة عدد الأشخاص -وهم إجمالاً 1,656,206- الذين أمضوا 12 ساعة على الأقل في قسم الطوارئ في المستشفيات بإنجلترا العام الماضي. وقد حصلت على هذه البيانات من دائرة الصحة الوطنية في إنجلترا باستخدام قوانين حرية المعلومات.
ثم حللت هذه الأرقام إلى جانب أرقام نشرها أطباء الطوارئ في مجلة طبية العام الماضي. فباستخدام مقياس يُعرف بمعدل الوفيات القياسية، خلصوا إلى أن مريضاً إضافياً يموت من كل 72 شخصاً يقضون ما بين 8 و12 ساعة في قسم الطوارئ.
قال الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية: "فترات الانتظار الطويلة تلحق ضرراً جسيماً بالمرضى وتتسبب في وفيات. وأعدادهم الموضحة هنا محزنة جداً".
أضاف بويل أن المستشفيات بحاجة إلى مزيد من العاملين، ومزيد من الأسرّة ومزيد من المساحة لو أرادت العودة إلى تقديم العلاج للمرضى بسرعة أكبر. وحث الحكومة على تنفيذ خطة القوى العاملة في دائرة الصحة الوطنية التي تتعهد بها منذ فترة طويلة على وجه السرعة واتخاذ إجراءات لتحسين الرعاية الاجتماعية، وتقليل الـ14 ألف سرير في المستشفيات التي يحتلها مرضى مؤهلون طبياً للخروج.
دائرة الصحة الوطنية تنتقد الأرقام
من جهتها، اعترضت دائرة الصحة الوطنية على النتائج التي توصلت إليها الكلية الملكية، لكنها لم تشر إلى عدد الوفيات التي يمكن تجنبها، والتي تعتقد أنها تحدث بسبب الانتظار لفترات طويلة في أقسام الطوارئ.
حيث قال متحدث باسم الدائرة: "يعود سبب الوفيات الزائدة إلى عدد من العوامل المختلفة، وبالتالي فنسب الوفيات إلى شيء واحد بعينه، مثلما تحاول تحاول الكلية الملكية أن تفعل، لا يعطي صورة كاملة".
أضاف: "لذلك لن يكون مناسباً أن تُسلِّم دائرة الصحة الوطنية في إنجلترا بهذه النتائج وتعتبرها حقيقة، وخبراء مكتب الإحصاء الوطني- بصفته الفرع التنفيذي لسلطة الإحصاء- يواصلون تحليل الوفيات الزائدة".
كما قال: "وهذه البيانات تشير إلى الوقت في قسم الطوارئ وليس الانتظار، ومرتبطة بعام شهد فيه قسم الطوارئ إقبالاً لم يسبق له مثيل في أربعة أشهر".