ناشط يهودي يجمع 300 ألف دولار للفلسطينيين ضحايا هجوم المستوطنين في حوارة.. تلقى عشرات الرسائل بالتهديد

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/28 الساعة 19:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/28 الساعة 19:16 بتوقيت غرينتش
تعرضت بلدة حوارة لهجمات المستوطنين التي طالت عشرات المنازل والسيارات - رويترز

استطاع ناشط يهودي، حصل على المركز السابع في قائمة حزب الأعمال الإسرائيلي المرشحة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2022، جمع عشرات الآلاف من الدولارات دعماً للضحايا الفلسطينيين الذين طالهم هجوم المستوطنين الإسرائيليين في بلدة حوارة في الضفة الغربية في الأيام القليلة الماضية.

إذ إنه وبعد ساعات من مقتل إسرائيليَّين في مكان قريب ظهيرة الأحد 26 فبراير/شباط 2023، دخل مئات المستوطنين في حالة هياج في الضفة الغربية، وأحرقوا 36 منزلاً وقتلوا الفلسطيني سامح أقطاش، البالغ من العمر 37 عاماً.

جمع تبرعات للفلسطينيين 

في حديثه مع صحيفة Haaretz، قال يائير فينك، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023: "استيقظت وذهبت للصلاة، وأول شيء فكرت فيه هو أن الصواب ربما يكون جمع التبرعات للأبرياء، فقط من أجل الأبرياء الذين تضرروا خلال أعمال الشغب".

المستوطنون المتطرفون أحرقوا عشرات المنازل والسيارات في بلدة حوارة جنوب نابلس، 26 فبراير 2023/ الأناضول
المستوطنون المتطرفون أحرقوا عشرات المنازل والسيارات في بلدة حوارة جنوب نابلس، 26 فبراير 2023/ الأناضول

ذكر فينك قائلاً: "بوصفي يهودياً، وصهيونياً، ومتديناً (عندما رأيت) حين فعل قومي أشياء ضد معتقداتي (اعتقدت أنني ملزمٌ) برفع صوت الأغلبية المعتدلة هنا في إسرائيل التي تقف ضد الإرهاب اليهودي".

في حين أنه توقع جمع ما يقرب من 100 ألف شيكل (27243 دولاراً)، صُدم عندما اكتشف أنه خلال يوم واحد تبرع أكثر من 8300 شخص بأكثر من 1.2 مليون شيكل (326927 دولاراً)، في استجابة وصفها بأنها "ردٌّ يهوديٌّ وصهيونيٌّ للغاية على أن المتطرفين والأشخاص الذين يريدون حرق البلاد، ليسوا هم الأغلبية".

صحيح أنه قال إنه ينسق مع أصدقائه في جيش الدفاع الإسرائيلي للتأكد من أن الأموال سوف تصل إلى العائلات والشركات الصغيرة التي تأثرت فعلياً بالعنف، لكن أفعاله تسببت في ردة فعل شديدة تضمنت تلقيه تهديدات.

تهديدات ضد ناشط يهودي 

قال فينك: "هاتفي يمتلئ بالتهديدات ضدي وضد عائلتي"، مشيراً إلى أنه تلقى حوالي 350 إلى 400 رسالة غاضبة، وفي إحدى الرسائل التي شاركها على موقع تويتر، وُصف فينك بـ"القاتل" و"الخائن"، وأُبلغ بأن "الرب يجب أن يحرقه حياً".

عندما سُئل عن شعوره بالخوف، أجاب فينك: "ليس مريحاً للغاية، وربما يكون مخيفاً بعض الشيء. لكني أعرف أنني إذا استسلمت فلن يكون لأولادي بلد يعيشون فيه. وفي سياق متصل، أفادت صحيفة Haaretz في تقرير لها الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023 بأن الهيئات اليهودية الأرثوذكسية واليهودية المحافظة في الولايات المتحدة أدانت بشدة الهجوم الوحشي الذي نفذه المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، وأدانت حقيقة ارتكاب اليهود لهذه الأفعال.

حيث نُشرت البيانات شديدة اللهجة، الإثنين 27 فبراير/شباط عن طريق منظمة الاتحاد الأرثوذكسي اليهودية الأمريكية (OU) والجمعية الحاخامية (RA) بعد يوم من هجوم حوارة.

تعرضت بلدة حوارة لهجمات المستوطنين التي طالت عشرات المنازل والسيارات – رويترز

كتب الحاخام موشيه هاور، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة الاتحاد الأرثوذوكسي: "كيف يمكن أن يحدث شيء كهذا؟ كيف يصل إلى هذا الحد، حيث ينهب الشباب اليهود المنازل والسيارات ويحرقونها". وتابع هاور، الذي تعد منظمته واحدة من أقوى المنظمات اليهودية الأرثوذكسية في الولايات المتحدة: "نستطيع استيعاب المعاناة الشديدة من اغتيال الشباب والأصدقاء الأعزاء. لكننا لا نستطيع استيعاب هذا أو نقبل به".

استنكار لما حدث في حوارة 

فيما قالت الجمعية الحاخامية: "التزاماً منا تجاه الصهيونية وتجاه دولة إسرائيل، نعرب عن انزعاجنا الشديد من أفعال الإرهاب والنهب والعنف التي يُفترض أنها نُفذت باسم إسرائيل أو باسم الرب. هذه الأفعال تضر بسيادة إسرائيل وتشكل خطراً على وجود الدولة اليهودية". 

تابعت الجمعية: "نتوقع من حكومتنا ومن جيش الدفاع الإسرائيلي ومن الشرطة، أن تتحرك لمنع الإضرار بالشعب والممتلكات، ومحاكمة أي شخص اختار إيذاء شخص آخر".

صحيح أن هذه التعليقات كانت نادرة في تنديدها الصريح، لكنها تأتي بعد وقت قصير من دق الجمعية الحاخامية ناقوس الخطر فيما يتعلق بمحاولات حكومة نتنياهو لتعديل النظام القضائي في إسرائيل.

تتعرض بلدة حوارة لهجات باستمرار من المستوطنين الإسرائيليين – رويترز

كذلك قالت ديان لوب، رئيسة مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى (CoP)، وويليام داروف، المدير التنفيذي للمنظمة غير الربحية، إنهما "مفزوعان ومصدومان من أعمال الشغب الانتقامية وانتشار العنف ضد الفلسطينيين في حوارة".

أضافت المنظمة أنه "ليس هناك أي عذر للقصاص الخارج عن القانون. هذه الأعمال الإجرامية من العنف والنهب تضر بالسيادة اليهودية وبعلاقة إسرائيل مع مجتمع الشتات اليهودي العالمي. نحث أعضاء الكنيست على الانضمام إلى الرئيس (إسحاق) هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحديث علناً ضد هذه الهجمات، وفي الوقت نفسه السعي لإيجاد حل سلمي. لدينا أقصى درجات الثقة في أن جيش الدفاع الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية سوف يضعان الإرهابيين في قبضة العدالة بلا أدنى شك، ويحاكمانهم وفقاً لأقصى حد في القانون".

تحميل المزيد