أعلن جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، أن زعيمَي صربيا وكوسوفو وافقا على اتفاق يدعمه الغرب لتطبيع العلاقات، لكنه أشار إلى وجود حاجة لإجراء المزيد من المحادثات بشأن تنفيذ الاتفاقية التي لم يتم التوقيع عليها رسمياً بعد.
بوريل قال في ختام اجتماع في بروكسل، مع كل من الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، تمت خلاله مناقشة مسودة الاتفاق التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، إن "تقدماً تم إحرازه اليوم، ولكن يبقى عمل ينبغي القيام به للتأكد من تطبيق ما تمت الموافقة عليه".
نشر بوريل مساء الإثنين، 27 فبراير/شباط 2023، مسودة الاتفاقية الرامية لتطبيع العلاقات بين صربيا وكوسو، في خطوة رأى مراقبون أنها محاولة من بروكسل لزيادة الضغط على فوتشيتش وكورتي، للتوصل إلى اتفاق سريعاً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الخطة التي طرحها الاتحاد الأوروبي تتألف من 11 مادة، وتنص على أن "صربيا لن تُعارض انضمام كوسوفو إلى أي منظمة دولية"، وهو طلب رئيسي لبريشتينا.
كما تنص الخطة على أنه "لن يقوم أي من الطرفين بعرقلة، أو تشجيع الآخرين على عرقلة، تقدم الطرف الآخر في مساره الأوروبي".
تقترح الخطة كذلك منح "المجموعة الصربية في كوسوفو مستوىً مناسباً من الإدارة الذاتية (…) وإمكانية حصولها على دعم مالي من صربيا".
تُعتبر هذه النقطة بالغة الحساسية بالنسبة لكوسوفو، التي رفضت السماح للبلديات ذات الأغلبية الصربية في البلاد، بالاتحاد ضمن رابطة تدعمها بلغراد، وذلك خوفاً من قيام جيب صربي يقوض سيادتها.
تنص المادة الأولى من مسودة الاتفاق على أن "الطرفين يعترفان بصورة متبادلة بالوثائق والرموز الوطنية لبعضهما البعض، بما في ذلك جوازات السفر والدبلومات ولوحات سير المركبات والطوابع الجمركية".
في أعقاب الاجتماع، أكد بوريل أيضاً أن الجانبين وافقا من حيث المبدأ على تطبيق هذه الخطة، لكن "لا يزال ضرورياً إجراء مفاوضات جديدة حول تفاصيل هذا التطبيق"، مضيفاً أنه "من المهم التوافق. (لكن) الأهم تطبيق ما تم التوافق بشأنه، وهذا ما لا يزال يتعين إنجازه".
أوضح بوريل أيضاً أن اجتماعاً جديداً "رفيع المستوى" سيُعقد "خلال شهر مارس/آذار 2023، وسيتوجه موفد الاتحاد الأوروبي في هذا الوقت إلى بلغراد وبريشتينا"، لافتاً إلى أن الجانبين "تعهّدا بعدم السماح باتخاذ خطوات أحادية الجانب يمكن أن تقوض العملية".
رئيس وزراء كوسوفو كورتي، قال إثر الاجتماع: "أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح لتطبيع العلاقات مع صربيا"، وأضاف: "لم أوقع (الاتفاق) لأن الطرف الآخر لم يكن مستعداً لذلك، لقد أعربت عن رغبتي واهتمامي بالتوقيع على هذا النص"، وفقاً للوكالة الفرنسية.
من جهته، كتب الرئيس الصربي على حسابه على إنستغرام: "كان اللقاء صعباً كما كان متوقعاً، ليس هناك استسلام"، مرفقاً تعليقه بصورة للاجتماع مع رئيس وزراء كوسوفو وبوريل.
تأتي هذه المحادثات في أعقاب جهود دبلوماسية مكثفة، هدفت إلى إحياء الآمال في حل التوترات بين بلغراد وكوسوفو، والتي ما زالت مستمرة بعد نحو 25 عاماً من حرب دامية بين متمردين انفصاليين ألبان والقوات الصربية، انتهت بحملة عسكرية قادها حلف شمال الأطلسي.
لا تزال صربيا ترفض الاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو عنها، والذي أعلنته الغالبية الألبانية في 2008، وبدعم من روسيا والصين، تمنع صربيا جارتَها كوسوفو من أن تصبح عضواً في مجموعة من المؤسسات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة.