عقد الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، اجتماعاً رئيسياً لحزبه، للبحث في التنمية الزراعية بالبلاد، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، وسط تقارير تتحدث عن أن الدولة المعزولة المفروض عليها عقوبات واسعة، تواجه نقصاً خطيراً في الغذاء.
عادةً يُعقد هذا النوع من الاجتماعات مرة واحدة أو مرتين في السنة، ولكن أتت الجلسة العامة الجديدة، بعد شهرين فقط من جلسة سابقة ركزت أيضاً على مسألة الزراعة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تعزّز وتيرة الاجتماعات غير العادية المخصصة للزراعة التكهنات بأن كوريا الشمالية ربما تعاني من نقص في الغذاء حالياً.
كيم ترأس الجلسة الافتتاحية، الأحد 26 فبراير/شباط 2023، للاجتماع العام لكبار مسؤولي الحزب الحاكم "لتحليل برنامج الثورة الريفية في العصر الجديد والإشراف عليه، والبت في المهام الضرورية (التي يتعين القيام بها) والمهام العاجلة"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية.
أشارت الوكالة إلى أن المشاركين "وافقوا بالإجماع على بنود جدول الأعمال ودخلوا في مناقشات" حول الموضوع، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
من جانبها، أفادت "وزارة التوحيد" في كوريا الجنوبية بأنه تم الإبلاغ عن وفيات بسبب الجوع في كوريا الشمالية، وقال كو بيونغ سام، المتحدث باسم الوزارة الكورية الجنوبية، الأسبوع الماضي: "نعتقد أن نقص الغذاء هناك حاد"، مضيفاً أنه يبدو أن بيونغ يانغ طلبت مساعدة من برنامج الأغذية العالمي.
يأتي هذا فيما تعاني كوريا الشمالية المسلحة نووياً والخاضعة لعقوبات متعددة بسبب برامج أسلحتها، من صعوبة لتأمين التغذية لسكانها، منذ فترة طويلة.
كذلك فإن البلاد معرضة بشدة لكوارث طبيعية، بينها فيضانات وجفاف، بسبب نقص مزمن في البنى التحتية، وقطع أشجار الغابات، وعقود من سوء الإدارة العامة.
تفاقم الوضع مع إغلاق الحدود الذي فرضته الدولة منذ بداية جائحة كورونا، ولم تُخفَّف هذه القيود إلا مؤخراً؛ للسماح ببعض التبادل التجاري مع الصين المجاورة.
كانت كوريا الشمالية قد شهدت مجاعات بشكل دوري، تسببت إحداها في تسعينات القرن الماضي بوفاة مئات آلاف الأشخاص، وربما الملايين، بحسب بعض التقديرات.
من جانبه، أفاد "موقع 38 نورث" المتخصص بشؤون كوريا الشمالية، بأنّ البلاد تعاني حالياً من أسوأ نقص في الغذاء منذ عقود، كما أكد تقييم نشره الموقع في يناير/كانون الثاني 2023، أن نظام بيونغ يانغ يواجه مجبراً "حالة طوارئ إنسانية معقدة، في صلبها انعدام الأمن الغذائي".
أشار الموقع أيضاً إلى أن تحليل ثمن الأرز والذرة في العالم وفي كوريا الشمالية يظهر اختلافاً "كبيراً" في الأسعار منذ بداية 2021، ما يعني أن الغذاء أغلى بكثير في الشمال، و"يدل على انقطاع" الإمدادات.
في المقابل، نقلت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية في كوريا الشمالية مؤخراً عن النظام قوله إنّ البلاد يجب أن تستمر في التمسك "باقتصاد الاكتفاء الذاتي" في إطار حربها ضد "الإمبرياليين".