قال ناجون من حادثة غرق المركب التي وقعت قبالة سواحل إيطاليا وأودت بحياة 59 مهاجراً على الأقل، إن المهربين ألقوا بهم في البحر؛ سعياً لتخفيف حمولة المركب قبل تحطمه في العاصفة، بحسب ما نقلته صحيفة The Times البريطانية.
في حين نقلت صحيفة La Stampa الإيطالية، عن أحد الناجين قوله إن "المهربين رموا الأطفال من المركب، وكانوا يسحبون الطفل من ذراعه ويلقون به في البحر".
وتكدَّس ما لا يقل عن 150 مهاجراً من إيران وأفغانستان وباكستان في المركب الخشبي الذي كان يبلغ طوله 17 متراً، وغرق على بعد 330 متراً قبالة ساحل كالابريا في جنوب إيطاليا خلال الساعات الأولى من الأحد 26 فبراير/شباط 2023، فيما نجا 81 شخصاً من الغرق.
ناجون يوقعون بمهرّب
وقبضت الشرطة الإيطالية على واحد من المشتبه فيهم بعد أن دلَّهم عليه الناجون، فيما تشير شهادات الناجين إلى أن المهربين كانوا يحاولون التخفيف من حمولة القارب؛ للحيلولة دون غرقه، وزيادة سرعته لتجنب خفر السواحل الإيطالي.
كان من بين القتلى 14 طفلاً، منهم صبي أفغاني يبلغ من العمر 12 عاماً فقد 9 من أفراد عائلته، وفيهم والداه، بينما قال رجل أفغاني لعمال الإنقاذ إن "زوجته و3 من أطفاله كانوا على متن المركب، لكنه فقدهم بعد غرقه".
وانطلق القارب من مدينة إزمير التركية، ثم جرفته المياه بعد قرابة 4 أيام نحو ساحل إقليم كالابريا، وقال إجنازيو مانغيون، أحد المتطوعين في الصليب الأحمر، لصحيفة التايمز البريطانية: "لقد كان مشهداً مروعاً، فقد جرفت مياه البحر عشرات الجثث، منها جثث أطفال ورُضع، فضلاً عن الناجين الذين بلغوا الشاطئ وهم يعانون الهلع ويوشكون على التجمد من انخفاض حرارة الجسم".
بدورها، أعربت رئيسة وزراء إيطاليا، جيورجيا ميلوني، عن "حزنها العميق" لوقوع هذه المأساة، التي قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها أكبر كارثة من حيث عدد الضحايا الرسمي لحوادث الغرق بالبحر المتوسط منذ الحادثة التي وقعت قبالة الساحل السوري في سبتمبر/أيلول الماضي، وأسفرت عن وفاة 127 مهاجراً.
فيما قال مراقبون بالمنظمة إن 20 ألف مهاجر ماتوا أو فُقدوا في البحر المتوسط منذ عام 2014.
أزمة المهاجرين
وشهدت إيطاليا زيادة حادة في عدد المهاجرين الوافدين هذا العام -فقد زاد العدد من 5273 مهاجراً العام الماضي، إلى 13067 مهاجراً هذا العام- وهو ما يمثل إحراجاً لرئيسة الوزراء التي وصلت إلى السلطة في سبتمبر/أيلول على أساس تعهدات بتقليص أعداد المهاجرين المتوافدين على البلاد، ثم أقرت تشريعاً يعاقب مراكب الإنقاذ التابعة لمنظمات خيرية، بدعوى أنها تجذب المهاجرين بإنقاذهم.
وفي سياق التعليق على حادثة المركب، قال ماتيو بينتيدوسي، وزير الداخلية الإيطالي: "إنها مأساة فادحة، غير أنها تدلنا على ضرورة العمل بحزم للتصدي لقنوات الهجرة غير النظامية"، وعدم منع المهاجرين من الإبحار "يتسبب في حوادث مأساوية كالتي شهِدناها اليوم".
في المقابل، قالت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان، إن "الحل هو تسهيل العثور على قنوات آمنة وقانونية لعبور المهاجرين؛ حتى لا يضطروا إلى الخوض في هذه الرحلات الخطرة بحثاً عن الأمان والحماية والمعيشة الطيبة".
وقال بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي ينتمي لأسرة من المهاجرين الذين جاءوا إلى إيطاليا من الأرجنتين، يوم الأحد 26 فبراير/شباط، إنه يصلي طلباً للرحمة من أجل ضحايا المركب الغارق.