دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، إلى العودة إلى "استهداف قادة التنظيمات الفلسطينية المحرضة"، وذلك في تصريحاته خلال اجتماع لحزبه "القوة اليهودية" اليميني المتطرف انعقد في مستوطنة "أفيتار" شمالي الضفة الغربية.
وكالة الأناضول قالت إنه قبل سنوات قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إخلاء المستوطنين البؤرة الاستيطانية "أفيتار" لإقامتها على أرض فلسطينية خاصة في جبل صبيح جنوب نابلس. وقال بن غفير: "حان الوقت للعودة إلى التهديدات المستهدفة والقضاء على قادة التنظيمات (الفلسطينية) المحرضة".
بن غفير: نحن بحالة حرب
تعليقاً على مقتل مستوطنيْن بإطلاق نار في بلدة حوارة بنابلس شمالي الضفة الغربية، أوضح بن غفير: "هجوم عنيف وصادم يجب أن يعلمنا جميعاً أننا بحالة حرب".
كما تابع الوزير الإسرائيلي المتطرف: "هذه ليست حرباً من الأمس وليست حرباً ستنتهي في يوم واحد، لكنها حرب يجب أن تلهمنا جميعاً لتبني سياسة حرب حقيقية ضد الأعداء".
أضاف بن غفير: "نحن هنا في أفيتار والرد السياسي على مثل هذه الهجمات هو إقامة هذه المستوطنة. اتصلت برئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) هذا الصباح وطلبت منه السماح للعائلات بالبقاء بالمستوطنة".
كما قال أيضاً: "على أي حال نحن عازمون على تشريعها واتفقنا على ذلك في اتفاقيات التحالف"، في إشارة إلى الاتفاقيات الحزبية التي أسست الحكومة الحالية.
قبل ذلك، أيّد عضو كنيست من حزب "القوة اليهودية" اليميني، الأحد 26 فبراير/شباط، علناً هجمات مستوطنين على بلدات جنوب نابلس؛ ما أدى إلى مقتل فلسطيني وإصابة عشرات وحرق عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية.
إذ قال تسفيكا فوغل، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الإثنين: "التأثير الرادع الذي تم تحقيقه أمس لم تحققه دولة إسرائيل منذ السور الواقي (العملية العسكرية التي أعادت إسرائيل فيها احتلال الضفة الغربية عام 2002)، أرى النتيجة إيجابية للغاية".
رداً على تصريحاته، دعا زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد إلى اعتقاله. وقال لابيد على تويتر، الإثنين: "هذه ليست حكومة يمينية كاملة، إنها حكومة فوضوية كاملة. عضو الكنيست فوغل يجب أن يدخل السجن بتهمة التحريض على الإرهاب".
السلطة: انقلاب على تفاهمات العقبة
فيما اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الإثنين، وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بـ"الانقلاب" على تفاهمات قمة العقبة التي استضافها الأردن الأحد.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين، تعقيباً على زيارة الوزير الإسرائيلي بؤرةً استيطانية شمالي الضفة الغربية. وأدانت الخارجية "الاقتحام الاستفزازي" الذي نفّذه بن غفير لجبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس "في محاولة لشرعنة البؤرة الاستيطانية العشوائية أفيتار"، وفق تعبيرها.
كما ذكرت أنه نفذ الاقتحام "بصحبة عناصر الإرهاب اليهودي من ميليشيات المستوطنين المسلحة وشبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن". وعدّت الخارجية الزيارة بأنها "انقلاب على تفاهمات العقبة، واستخفاف بالجهود الأمريكية والإقليمية المبذولة لوقف التصعيد وتحقيق التهدئة".
يأتي ذلك بعد أن اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اجتماع العقبة الأمني، الأحد، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر، على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة وخفض التصعيد.