وقعت السعودية وأوكرانيا، الأحد 26 فبراير/شباط 2023، اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة تصل إلى 400 مليون دولار، حول المساعدات الإنسانية والمشتقات النفطية، في خطوة أشادت بها واشنطن، وذلك خلال زيارة وفد سعودي برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية.
تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول سعودي وعربي إلى أوكرانيا منذ انطلاق الحرب في 24 فبراير/شباط 2022.
والتقى الأمير فيصل بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، ورئيس ديوانه أندريه يرماك، ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا وآخرين. وكان أعلى مسؤول سعودي يزور أوكرانيا منذ 30 عاماً.
تأتي الزيارة بعد أن اتهمت الولايات المتحدة السعودية بالوقوف إلى جانب روسيا في غزوها المستمر لأوكرانيا من خلال سياستها النفطية.
تقود السعودية مجموعة منتجي أوبك+ مع موسكو، وقالت واشنطن إن تخفيضات الإنتاج أضرّت بالاقتصاد العالمي، بينما ترفض السعودية ذلك قائلة إن سياستها تهدف إلى تحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية وليست سياسية.
وأدى الخلاف إلى توتر العلاقات الأمريكية السعودية العام الماضي، لكن التوترات خفت منذ ذلك الحين.
وقال الأمير فيصل للصحفيين إن الاتفاقيات تنص على كيفية إنفاق أوكرانيا نحو 410 ملايين دولار على شكل مساعدات إنسانية سمحت بها الحكومة السعودية في أكتوبر/تشرين الأول.
وكجزء من ذلك، قالت المملكة العربية السعودية إنها ستموّل ما قيمته 300 مليون دولار من المنتجات النفطية لأوكرانيا كمنحة.
واشنطن ترحّب
من جهتها، رحبت الولايات المتحدة بزيارة الأمير بن فرحان ووصفتها بـ "خطوة مهمة"، وتقول المملكة العربية السعودية إن العلاقات الأمريكية متينة في الوقت الذي تدافع فيه عن سياسة النفط.
وأوضح يرماك: "نحن نتعامل معها كدليل مهم على دعم دولتنا، خاصة في هذه الأيام، وسط علامة مرور عام على العدوان الروسي الشامل.. هذا الحوار وهذا الاجتماع مهمان جداً بالنسبة لنا".
وقال يرماك إن المسؤولين الأوكرانيين ناقشوا مع الأمير فيصل احترام قواعد القانون الدولي والنظام الأساسي للأمم المتحدة. وقال: "موقفنا من هذا موحد".
كانت المملكة العربية السعودية واحدة من 141 دولة صوّتت الأسبوع الماضي لصالح قرار غير مُلزم للأمم المتحدة يدعو إلى انسحاب موسكو من أوكرانيا.
كما تحدث الطرفان عن مساعدة المملكة العربية السعودية السابقة في إجراء مبادلات أسرى مع روسيا وآفاق تبادل إضافي، لتعزيز مواقف كييف والرياض في جنوب الكرة الأرضية، بما في ذلك إفريقيا.
وقال يرماك إن أوكرانيا تأمل في أن تدعم الرياض على الأقل بعض بنود خطة السلام التي وضعها زيلينسكي في نوفمبر/تشرين الثاني.