دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، بمزيد من القوات إلى الضفة الغربية، بعد ساعات من تصعيد كبير شهدته مدينة نابلس، عقب قتل فلسطيني لأخوين إسرائيليين، ما أثار موجة هجوم واسعة من مستوطنين على ممتلكات فلسطينيين، فيما خرجت مظاهرات بمناطق فلسطينية عدة تنديداً بتصعيد الاحتلال.
المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، قال في تغريدة على تويتر، اليوم الإثنين، إنه "بناءً على تقييم الوضع الأمني"، تقرر دفع كتيبتيْن إضافيتيْن الى الضفة الغربية، كما أشار إلى أنه في إطار "تعزيز النشاطات الأمنية في منطقة نابلس تقرر رفع مستوى التفتيش الأمني على الطرقات من وإلى مدينة نابلس".
أدرعي لفت أيضاً إلى أن قوات معززة من الجيش والشرطة وحرس الحدود، تعمل في الضفة، وأضاف في تغريدة أخرى، صباح الإثنين، أنه تم الدفع بكتيبة ثالثة في الضفة الغربية المحتلة.
من جانبها، ذكرت شبكة "الهدهد" الفلسطينية، أن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب في غلاف غزة خشية رد المقاومة، على التصعيد الحاصل في نابلس.
هذا التصعيد من جيش الاحتلال سبقه تصعيد آخر من قبل مستوطنين إسرائيليين، شنوا هجمات واسعة على عدد من المنازل والسيارات العائدة لفلسطينيين، واستهدفت قرى حوارة، وبورين، وقريوت، جنوب نابلس في الضفة الغربية.
قناة "12" الإسرائيلية، أفادت بأن المستوطنين أحرقوا 100 سيارة فلسطينية، و35 منزلاً بالكامل و40 منزلاً بشكل جزئي.
كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، الأحد 26 فبراير/شباط 2023، عن "استشهاد سامح حمد الله محمود أقطش (37 عاماً)، متأثراً بجروح بالغة، أصيب بها بالرصاص الحي في البطن"، جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على بلدة زعترة، المحاذية لبلدة حوارة جنوبي نابلس.
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن "98 فلسطينياً أصيبوا في بلدة حوارة، بينهم شخص تعرض للطعن بسكاكين، وآخر بجروح بسبب ضربه بقطعة حديد"، مضيفة أن "95 فلسطينياً أصيبوا بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، كما أعاق الجيش الإسرائيلي عمل الطواقم الطبية".
جاء هذا الهجوم من المستوطنين، بعدما قتل فلسطيني أخوين إسرائيليين في سيارتهما بالضفة الغربية، وقال الجيش الإسرائيلي إن "المسلح وصل إلى تقاطع طريق وأطلق النار على مركبة إسرائيلية".
مسعفون ذكروا أن الهجوم وقع قرب بلدة حوارة التي تشهد احتكاكات متكررة بين الفلسطينيين والمستوطنين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع بالتزامن مع عقد اجتماع لمسؤولين أمنيين إسرائيليين وفلسطينيين في الأردن.
من جهته، دعا صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، مساء الأحد 26 فبراير/شباط 2023، الفلسطينيين، إلى "النفير العاجل" لمواجهة المستوطنين الإسرائيليين.
العاروري قال في بيان: "ندعو جماهير شعبنا المرابط في فلسطين إلى النفير العاجل والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه، دعماً وإسناداً لبلدة حوارة ومحيطها".
وعلى خلفية التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، تظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين، مساء الأحد، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، تنديداً باعتداءات مستوطنين، على بلدة "حوارة".
الشبان الذين يعرفون أنفسهم بـ"وحدة الإرباك الليلي"، تظاهروا قرب السياج الفاصل بين إسرائيل وغزة، مشعلين إطارات المركبات، وألقوا مفرقعات صوتية، وردد المتظاهرون تكبيرات وشعارات ترفض اعتداءات المستوطنين على البلدة.
جاءت التظاهرة بعد دعوات أطلقها الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي، تنديداً باعتداءات المستوطنين.
و"الإرباك الليلي"، مجموعات شبابية تنظم مسيرات ليلية قرب حدود غزة مع إسرائيل، وتستخدم المفرقعات الصوتية، وتشعل إطارات مركبات، بهدف إزعاج الجيش الإسرائيلي وسكان المستوطنات المتاخمة للحدود.
في سياق متصل، خرجت مسيرة أيضاً في بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، إضافة إلى مسيرة أخرى في مخيم الدهيشة ببيت لحم.
يأتي هذا التصعيد، بعد أيام عدة من عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة نابلس، قتلت خلالها قوات الاحتلال 11 فلسطينياً، كما أُصيب أكثر من 80 بالرصاص الحي.
يُذكر أنه منذ بداية عام 2023، قتل الاحتلال ما يزيد عن 60 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، ورداً على الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالاً بحياة 10 إسرائيليين منذ بداية 2023.